افظع محاكمة شهدها التاريخ “محاكمة ساحرات سالم” و كيف تم اكتشافهن و ما الذريعة التي استندوا عليها لممارسة اعمال السحر و العنف مع سكان سالم
محتوى الموضوع
تعد هذه القصة واحدة من أشهر القصص الحقيقية من حالات الخوف من السحر والشيطان وكان ضحيتها سكان قرية سالم الذين عانوا من خوف وتعذيب رهيب .
بدأت القصة عام 1692م عندما أطلقت حملة شرسة للقبض على المشعوذات في العالم أجمع ، حيث ظهرت مجموعة من الأشخاص أطلقوا على أنفسهم اسم “المتطهرون” زعموا أن الشيطان يسكن بينهم وشرعوا في قتل الجميع
في أحد الأيام عانت طفلتين تبلغ كل منهما 9 سنوات و 11 سنة ، من أعراض غريبة وتمثلت
تلك الأعراض في تشنجات متواصلة لأكثر من نصف ساعة ، وخروج أصوات غريبة من حنجرتيهما وكلمات مجهولة ، والتصرف بسلوك
عصبي وعنيف
كانت الطفلة ذات ال 9 أعوام ابنة القس الأكبر في القرية ويدعى سامويل باريس ،
والأخرى :ابنة أخته ، وقد فسر ما تمر به الفتيات على أنه
مرض غريب ونادر ، ولكن لم يتم التعرف على المرض ، وبعد ذلك انتشرت نفس الحالة لدى العديد من فتيات القرية
بدأت الفتيات تشتكين من رؤية كائن غريب الشكل ، يهددهن ويعذبهم وبدأت آنذاك تظهر علامات غريبة على أجسادهن بالفعل ، مثل
خدوش وكدمات وعلامات مثل العض بالأسنان
وبالطبع في مجتمع مغلق كهذا قام القس سامويل بعمل اجتماع لأهل القرية لتهدئة
الأوضاع وكانت الفتيات في حالة هستيرية من التشنجات في وقت واحد ، وبدأن في الالتواء أرضاً بشكل غريب .
هنا توجه القس بسؤال الفتيات وطلب منهم
أن تذكرن أسماء ، أية أسماء لأشخاص قد يكونوا هم المتهمون فيما يحدث لهن ، وبالفعل
ذكرت الفتيات ثلاثة أسماء لثلاث سيدات كن بالمكان ، وأنهن السبب فيما يحدث !
أنكرت سيدتان أن لهما صلة بالأمر من الأساس ، في حين اعترفت الثالثة بأنها بالفعل من تسببت فيما حدث للأطفال ، وكان ما قالته
ان الشيطان هو من طلب منها أن تفعل ذلك وهي نفذت فقط .
كانت هذه الجملة بمثابة الشرارة التي انطلقت منها شعلة أفظع حالة هيستيرية في التخلص
من السحرة والتي اشتهرت فيما بعد بمحاكمات سحرة سالم
اعترفت الساحرة بأنها ترى مخلوقات غريبة الشكل ، وتسمع أصواتاً بلغات غير مفهومة
وطلبت من الجميع ان يخلصوها من الشيطان وقبل ان تتم محاكمتها أصيبت فجأة بالعمى
لكنها اعترفت بأنها ليست الوحيدة التي تقوم بذلك في قرية سالم .
كانت الأعراض قد انتشرت بشكل مخيف في كل أنحاء سالم ، ومعها تزايدت المحاكمات ، وكانت كل سيدة يشتبه في اختلافها تتم محاكمتها ،
إذا كانت تملك كتباً ، أو أعشاباً للعلاج ، أو جذابة الشكل ! وكان يتم اتهامها بالسحر ومن ثم يتم التخلص منها
خلال عام واحد توفي أكثر من 40 شخصاً اتهموا بالسحر ، وتمت محاكمتهم بالإعدام حرقاً دون اعطائهم اية فرصة للدفاع عن انفسهم
توقفت عمليات الإعدام بشكلٍ مفاجئ نتيجة ثورة ذوي المتوفين ، مع هروب أغلب السكان إلى خارج المدينة هرباً من الموت المحتوم بداخلها ، واصبحت القرية شبه مهجورة
ومن الجدير بالذكر انه في عام 1992م ، تم بناء نصباً تذكارياً لكافة ضحايا محاكمات الساحرات في سالم ، ومنذ ذلك الوقت تم فتح المدينة للزيارة ولباحثي الماورائيات .