براءة يوسف عليه السلام من مكيدة زوجة عزيز مصر

Nice Topic 31 يوليو، 2022

تعتبر قصة النبي يوسف من القصص الحزينة والمؤثرة فهو تعرض للكثير من المكائد و تبينت براءة يوسف عليه السلام و النجاة بنفسه و عدم انجراره للرذيلة التي طلبتها منه زوجة عزيز مصر.

قصة براءة يوسف عليه السلام

براءة يوسف عليه السلام

كان لنبي الله يعقوب اثنا عشر ولدا وكان أحبهم إليه وأقربهم إلى نفسه وقلبه “يوسف” يوسف رأى في منامه احد عشر كوكبا والشمس والقمر قد سجدوا له خاضعين.

الخطر المحدق بيوسف عليه السلام من اخوته

فادرك يعقوب بعد ان قص له ابنه قصة المنام أن ابنه سيكون له شأن عند الله والناس ، لكنه خشي عليه من حسد اخوته ،

فأوصاه ان لايروي القصة لأحد مبين إنه سيكون في مستقبل الأيام يسيداً مطاعاً وأن الله سيسطفيه بالنبوة الا انا إخوة يوسف رأوا كيف ان والدهم يعقوب يخص يوسف بالمحبة الاعظم

فدخل الحسد قلوبهم وأخذت الغيره تنهش نفوسهم نهشا ًوهم يشاهدون اخاهم “يوسف” هو المحبوب والأجمل والاذكى..

اضمر الأخوة السوء لاخيهم وأخذوا يترقبون الفرصة السانحة والوقت الملائم ليتخلصوا منه على حد زعمهم فعندئذ سيستأثرون بحب والدهم بمن المنافسة،

ثم يتوبون عن عملهم المشين وجريمتهم النكراء  ويكونون قوماً صالحين فيقبل الله توبتهم ويقبل والدهم ندمهم حتى قاموا بذلك فعلًا ،

فالقوا يوسف في البئر  لكن رحمة الله ، قد اقتربت منه ..

وعندما عاد الاخوة الى ابيهم مساء استفسر ابيهم عن يوسف فأخذوا يبكون أو يتظاهرون بالبكاء ولكن يعقوب ساوره الشك من القصة التي لفقوها له ،

وهي ان يوسف اكله الذئب!

نجاة يوسف من البئر وأخذه لمصر

ومرت امام البئر قافلة قاصدة مصر فانتشلوه من البئر سالما ورأوا ان هذا الغلام يوسف كأنه القمر في جماله واستدارته ..

وقرر القوم ان يأخذوه معهم ويبيعوه في مصر وهناك باعوه بالسوق وهو النبي الكريم والحر الابي ، بدراهم بخسة .

وكان الذي اشترى يوسف وزير ملك مصر وهو رئيس الشرطة آنئذ ، فأكرمه الوزير اكراما كثيرا ورأى على وجهه الخير والسعادة والبركة ووضع الوزير تحت تصرف يوسف كل املاكه وامواله..

وقال الوزير لزوجته : هذا غلام يخيل لي من ملامحه وهدوء طبعه انه نبيل الفطرة عالي الاخلاق كريم النسب شريف المنبت ..

فأكرمي مثواه ومدي له ايادي الرعاية والعطف والحنان ..

واحذرك من معاملته معاملة العبيد واياك ان تزجريه زجر الخدم او تهينيه او تجرحي مشاعره واحاسيسه فإنني لأرجو اذا شب عن الطوق وبلغ مرحلة النضج ان ينفعنا اونتخذه ولدا لنا ..

مرت الايام ويوسف يعمل بالقصر واُعطي المكانة اللائقة .. واخذ الناس يُشيرون له بالبنان بلغ يوسف مرحلة الشباب فكان كالقمر المنير جمالا وكالانبياء خلقا وحكمة ونبلاً ونقاء.

اعجاب امرأة العزيز بيوسف و مكيدتها له:

رأت امرأة العزيز “يوسف” فخفق قلبها فسولت لها نفسها الاقتراب منه! وهي الانثى ذات الحسن والجمال ، فلبثت تترقب يوسف من كل جهة ،

وتتردد بينها وبين نفسها لتخبر نفسها وتتأكد من مشاعرها الصادقة ، الى ان اغلب الحب عقلها وباتت اسيرة عواطفها الملتهبة ومشاعرها الحارة..

وكانت ترقبه في غدوه ورواحه ، وتلحظه في ذهابه وايابه ، وتتأمله في حديثه وصمته ، وفي مأكله ومشربه ، وبدت لها محاسنه الخفية ،

وحيويته القوية وشعرت بأنه ملك قلبها واستحوذ على كامل عواطفها.

قررت امرأة العزيز اغراء يوسف ، ولكن كيف السبيل؟ وهي امرأة العزيز ومقامها بالقصر كبير فعادت الى صوابها وازاحت الوسوسة في محبة يوسف عن خاطرها وفكرت في مخاطر الخيانة ومرةً كانت جالسة بالقصر وهي في احلى زينه وابهى حله ،

وانتهزت فرصة وجود يوسف على مقربه منها فأخذت تغريه بمفاتنها وبجمالها فعرضت عليه بإيماءاتها وحركاتها ليبدلها الحب فأغلقت الابواب وارخت الستائر

ثم قالت له : اقبل علي فقد هيأت لك نفسي !

ولكن يوسف نفر منها واعرض عنها وغض بصره عن محاسنها وجمالها ..

وماكان ليوسف وهو الكريم ابن الكريم ان ينساق .

فبادرها بقوله : اني الجأ الى الله ليحميني من الاثم وكيف اخون زوجك الذي اكرمني وجعلني اعيش عيشة الملوك ، وانعم بالغنى والترف والسعادة..

ان الذين يقابلون المعروف بالاساءة والاحسان بالجحود لا يفوزون الا بالخزي والعار..

ولكن زوجة العزيز اعماها الهوى وشل تفكيرها فلم تعد تشاهد اي جانب آخر في الوضع الذي هي فيه وكادت تنجح في تحقيق هدفها وتبليغ غايتها لولا ان الله قد انار قلب يوسف وامتنع عن المعصية

بعدها غضبت وهاجت كالوحش فهمت تبطش بيوسف وتلحق الاذى به حفاظا على جبروتها وعنفوانها ..

فهم يوسف ان يقابل الشر بالشر لكنه احس بإشراق النبوة ورأى برهان الله في قلبه فأستجاب الى وحي ربه فأسرع يوسف الى الباب يريد الهرب والافلات ..

فأسرعت وراءه مهرولة فجذبت قميص يوسف فتمزق..

ظهور براءة يوسف من خلال شهادة القريب

في تلك اللحظات حضر الزوج الوزير فرأى مارأى من اضطراب وضجة فبادرته زوجته مباشرة بإتهام يوسف ظلماً وبهتاً !

ولكن يوسف تمالك نفسه فتوقف امام الوزير فدفع التهمة عن نفسه

وقال : انها هي التي اغرته وحاولت خيانة زوجها ، الا انني حاولت الهرب والفرار ، وفيما هما يتجادلان حضر قريب للزوجة فاستشاره الوزير وطلب منه ان يتكلم بصدق عن كل مايعرفه او شاهده وسمعه ..

فحكم القريب قائلاً : ان كان قميصه شق من الامام فقد صدقت الزوجة في ادعائها لان هذا يعني ان يوسف كان يدفع اتجاهها اما ان كان القميص شق من الخلف فمعنى ذلك انه كان يحاول الفرار منها .

فلما رأى الوزير ان القميص شق من الخلف ادرك كذب زوجته وصدق يوسف

كان من الطبيعي ان تنتشر قصة يوسف وغواية امرأة العزيز له بين الناس بالرغم من محاولات الصمت واخفاء الامر ..

فاصبح النساء يتناقلن بينهم هذه القصة فوصل الى سمع امرأة الوزير .. ومايدور ومايحكى عنها وكيف ان الناس عامه والنساء خاصة يلومونها

دعوة زوجة عزيز مصر للنساء لرد اعتبارها

فقررت تريهن يوسف حتى يعذرنها فأقامت وليمة فاخرة في قصرها واجلستهن على اثاثها فصفقت امرأة الوزير بيدها لادخال يوسف فلما شاهدت النساء يوسف ( ابلج الغرة ، وضيء الطلعة ، حلو الملامح ، رائع القسمات ، عزيز النفس ، اصيل المنبت ، اصبن بالذهول والانبهار ..

فقلن : حاش لله وتبارك الله في خلقه : ( ماهذا بشراً إنْ هذا إلا مَلكٌ كريم)

ولما شعرت امرأة العزيز ان المدعوات شاركنها في اعجابها بيوسف شعرت بالزهو والتكبر والغطرسة مما حد بها الى البوح بمكنونات نفسها

قائلة : هذا هو الفتى الذي عاتبتني في حبه

هذا هو الفتى الذي حاولت اغراءه فامتنع ، واقسم لكم ان ام يفعل ما آمره ليعاقبن بالسجن ليكون من الاذلاء المهينيين .

ولكن يوسف امام هذا الوعيد لم يلن ولم يعطِ اذانا صاغية لهذه التهديدات فتوجه الى الله وتضرع اليه ان يصرف عليه الابتلاء ويبعد عنه كيد النساء

وقال: رب ان السجن على ظلامه اسهل على نفسي واميل الى قلبي من هؤلاء النسوة وخرج يوسف من هذه المواقف والمصاعب والاقاويل التي نسجت حوله عفيف النفس نقي السمعة شريفاً عزيزاً مكرماً.