في فيلم “إحنا بتوع الأتوبيس”، الذي يعتبر واحدًا من الأفلام الشهيرة في السينما المصرية، قدم الفنان عبد المنعم مدبولي مشهدًا مؤثرًا يجسد لحظة إذلال السجناء السياسيين في السجون خلال فترة الحكم الناصري. المشهد الذي يشتهر بتقليد شخصية “جلال” للكلب تحت أوامر ضابط السجن، والذي يقال إنه مستوحى من قصص حقيقية حدثت بالفعل في السجون تحت إدارة اللواء حمزة البسيوني، مدير السجن الحربي في ذلك الوقت.
وفقًا لرواية عبد المنعم مدبولي، كانت هناك قصة حقيقية وراء هذا المشهد. ذكر أن إحدى جيرانه، زوجة معتقل سياسي، قد زارت زوجها في السجن الحربي، وأثناء الزيارة تعرض زوجها لإذلال شديد على يد البسيوني، حيث أُجبر على تقليد الكلب أمام زوجته وابنته، مما ترك انطباعًا مأساويًا لدى الحاضرين. هذه الحادثة ألهمت مدبولي لابتكار مشهد تقليد الكلب في الفيلم، ليكون تجسيدًا للظلم والتعذيب الذي مر به المعتقلون السياسيون في تلك الحقبة.
البسيوني كان معروفًا بسمعته السيئة في ممارسة التعذيب وإذلال السجناء، وهو ما انعكس في مشاهد الفيلم بشكل مؤثر، وقد لاقى هذا المشهد صدى واسعًا لدرجة أنه يُذكر حتى اليوم كواحد من أبرز مشاهد الظلم في السينما العربية.
هذا المشهد أثار نقاشات كثيرة حول الظلم والقسوة التي عاشها السجناء في تلك الفترة، وأصبح جزءًا من الذاكرة الشعبية التي تستحضر معاناة المعتقلين السياسيين في تلك الحقبة من تاريخ مصر.