في هذا المقال، سنتناول قصة سفاح خميس مشيط، وهي من القصص التي أثارت الرعب في المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في مدينة خميس مشيط. أحداث هذه القصة تدور حول مجرم يُدعى “جاه الله البشير”، وهو سوداني الجنسية دخل السعودية بطريقة غير نظامية عبر البحر في عام 1985. تعرف على تفاصيل هذه الجريمة البشعة التي استمرت على مدار سنوات، حتى تم القبض عليه وتنفيذ الحكم الشرعي فيه.
بعد وصول “جاه الله البشير” إلى السعودية بطريقة غير قانونية، بدأ يبحث عن عمل ليستقر أخيرًا كراعٍ للأغنام لدى امرأة عجوز في مدينة خميس مشيط. استمر في العمل لديها لمدة عام، وكان يُعامل بثقة من قبل العجوز وأبنائها. بمرور الوقت، علم “جاه الله” بمقدار دخلها وما تدخره من المال والذهب.
قرر “جاه الله” أن يستغل ثقة العجوز به ليخطط لسرقة أموالها. وبدأت فكرته الشيطانية عندما أخذ نسخة من مفتاح منزلها. في وقت لاحق، ادعى كذبًا أنه مضطر للسفر إلى السودان بسبب ظروف أسرية، وبعد توديعه، اختفى لفترة لكنه لم يغادر البلاد.
بعد شهرين، عاد إلى منزل العجوز ليلاً بينما كانت نائمة. تسلل إلى المنزل وأخذ يبحث عن المال، لكن العجوز شعرت به، فهاجمها بالفأس وقتلها بوحشية. سرق المال والذهب وهرب. في اليوم التالي، اكتشف ابنها الجريمة وأبلغ الشرطة، لكنها قيدت القضية ضد مجهول بعد أن فشلت التحقيقات في العثور على الجاني.
في عام 1997، وبعد نفاد المال الذي سرقه، عاد “جاه الله” مجددًا إلى السعودية عن طريق البحر وبنفس الطريقة غير القانونية. استقر في خميس مشيط، حيث عمل لدى امرأة عجوز أخرى، وهي جدة لأحد كبار التجار في المملكة. بعد فترة من العمل، شعر بعدم الارتياح وغادر للعمل لدى عائلة أخرى.
عندما تشاجر “جاه الله” مع رب الأسرة الجديدة، طُرد من العمل، لكنه قرر الانتقام. عاد ليلاً إلى المنزل وهاجم رب الأسرة بالفأس، ثم قتل زوجته. حين سمع الابن صراخ والديه، خبأ شقيقاته وهرب إلى الجيران لإبلاغ الشرطة. فر السفاح إلى قرية مجاورة.
استقر “جاه الله” في قرية قريبة وواصل جرائمه، حيث قتل المرأة العجوز الثانية جدة التاجر بنفس الطريقة. الشرطة بدأت تتبع خيوط الجريمة واكتشفت الرابط المشترك بين الحوادث الثلاث.
بعد مطاردة طويلة، تمكنت الشرطة من القبض عليه عندما شوهد يختبئ في مقبرة. حاول “جاه الله” الانتحار أثناء التحقيق، لكن المحققين تمكنوا من إنقاذه وكشف حقيقة جرائمه. اعترف السفاح بجميع الجرائم التي ارتكبها، بما في ذلك جريمة القتل التي ارتكبها قبل 12 عامًا.
في عام 1997، صدر الحكم الشرعي بإعدامه تعزيرًا وصلبه. تم تنفيذ الحكم في ساحة عامة بخميس مشيط، حيث صُلب السفاح حتى المساء ليكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة.
قصة سفاح خميس مشيط تعد واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها المملكة، حيث استمرت أحداثها على مدار سنوات قبل أن يتمكن رجال الأمن من القبض عليه ووضع حد لمسلسل الرعب الذي عاشته المدينة.