قيس بن الملوح، المعروف بمجنون ليلى، كان من أشهر شعراء العرب في العصر الأموي. قصته مع ابنة عمه ليلى العامرية تجسد قصة حب مأساوية خلدها التاريخ. نشأ قيس وليلى معًا في نجد، وكان الحب بينهما منذ الصغر. ومع مرور الوقت، ازداد تعلق قيس بليلى وبدأ يكتب الشعر فيها. لكن حين طلب قيس يد ليلى من والدها، رفض طلبه بسبب العادات الاجتماعية التي تمنع الزواج ممن يكتب في بنات العشيرة شعرًا، حيث كان يُعتبر ذلك إهانة للعائلة.
بعد رفض والد ليلى، أصبح قيس شاعرًا يهيم في الصحراء ويعبر عن حبه وليلى في أشعاره. وذاع صيته بفضل أشعاره التي تفيض بالحزن والشوق. فيما يلي بعض أبيات قيس الشهيرة في حب ليلى:
بعد زواج ليلى من رجل آخر يُدعى “ورد”، اشتدت معاناة قيس، ولم يحتمل رؤية ليلى مع شخص آخر. ورغم أنه واصل كتابة الشعر والتجوال في الصحراء، فقد ظل حب ليلى يعيش في قلبه حتى وفاته. وُجدت عند وفاته أبيات كتبت بإصبعه على الأرض:
توسد أحجارَ المهامهِ والقفرِ
ومات جريحَ القلبِ مندملَ الصدرِ
فيا ليتَ هذا الحبَ يعشقُ مرةً
فيعلمَ ما يلقى المحبُ من الهجرِ.
قصة قيس وليلى تجسد معاناة الحب والشوق والفراق، وهي واحدة من أشهر قصص الحب في الأدب العربي.