وفاة ابو جركل

editor editor 10 أغسطس، 2022

ويش اقول غير إني آسف ويش أقول …من الاغاني المميزة للمبدع عبادي الجوهري سنطلع على وفاة ابو جركل وعلى مسيرته الفنية و حياته المليئة بالمحطات المحزنة و مع ذلك كان شجاع و واجهها بالنجاح و الصمود .

كل المعلومات والقصص مقتبسة من كتاب سفير الحزن ومن المقابلات ”

عبادي_الجوهر عباديات

ولد عبادي في اسره تتكون من اربعة افراد اب وام واخيه عبدالرحمن ، تلقى اول الطعنات المؤلمة وعمره ثلاث سنوات بوفاة والده محمد بالرغم من عدم تمكنه من رؤيته إلا انه كان يتذكره كخيال وكصورة ، يقول عبادي اكثر شعور كان يؤلمني رؤية اصدقائي مع ابائهم كنت احتاج للقدوة وحنان الاب ?

وفاة ابو جركل

كانت والدته تقوم بدور الاب والام ، وفي عام ١٩٧١م وهي السنة التي بدأت فيها المأساة في حياة عبادي وكان ذلك العام هو بداية احزان عبادي الطويلة وبدء مشواره مع الألم والحرمان ، ففي ذلك العام هو بداية مرض والدته خديجة التي كانت لعبادي كل مافي الحياة من حب وطمأنينة .

عانت من السرطان بكل قسوه وتلقته بكل صبر حاولت ان تخفى المرض عن عبادي واخيه حتى لا تشغلهم عن عملهم ، صمدت امام هجمات الالم بكل صمت واستطاعت ان تهزم الخوف بالأيمان ، ومرت شهور ثقيله اخذ المرض يمارس كل انواع الألم في جسدها حتى تمكن الانين من التسرب من خلال شفتيها إلى اذان ابنيها .

مع كل نوبة آلم كانت تعاني منها خديجه كان الخوف يعصر قلب عبادي ومع كل مراجعه للطبيب كان يحس بأن اعز الناس له تغادر الحياة ، واستمرت المحاولات من طبيب لأخر والحاله في تدهور مستمر ، اصر عبادي على عرضها على أطباء في مصر على الرغم من رفض والدته السفر إلا ان اصرار عبادي كان اقوى .

عرضها على اشهر الاطباء في مصر في محاوله مستميته منه ان يعيد إلى ست الحبايب تلك الابتسامه التي سرقها منها المرض ، وكانت الاقامه والعلاج تحتاج الى مصاريف وهو الامر اللي عانى منه عبادي بعد خمسه شهور من البقاء في مصر لم يبقى مع عبادي مالآ

فأضطر عبادي لقبول عرض قدمه له احد متعهدي المسارح الليله للغناء مقابل جنيه مصري لليله الواحده ، وكان يغني بدون رغبه واستمر يغني كل ليله والحزن يعصر قلبه كان يحاول ان يتلقى هتاف الجمهور بأبتسامه لكن كان الحزن يسارع إلى قلبه فيهزم الابتسامه في مهدها

رفضت والدته البقاء في مصر واصرت على العوده والعيش ما تبقى من حياتها في جده ، وهذا ما كان يرفضه عبادي لكن بعد اصرارها لم يعد امام عبادي الا الرضوخ والعوده بعد رحلة علاج دامت عام كامل لم يستطيع فيها الاطباء في مصر القضاء على المرض الخبيث .

وبعد عودتهم لجده رفضت والدته الذهاب للمستشفى حتى تعرضت لنوبة اغماء تم نقلها على اثرها للمستشفى ولم تستيقظ إلا على السرير ، وكان عبادي يبيت بجانبها في المستشفى وعلى أطراف فراشها طوال الليل يمسح العرق المتصبب من على جبينها من تأثير المرض ?

وفي صباح يوم الثلاثاء ١٥ شوال ١٣٩٢هـ غادر عبادي المستشفى إلى البيت لكي يرتاح قليلآ ومع اذان الظهر اتصل الطبيب ليخبره بأن والدته انتقلت لرحمة الله (وهو بعمر ١٩ عام)

يقول عبادي : كثيرون يتساءلون عن نبرة الحزن الدائمه بصوتي وانا شخصيا اعتقد هذه النبره الحزينه وجدت بداخلي منذ ان فقدت والدتي ، التي تغيرت حياتي بعد وفاتها وحتى هذه اللحظه افتقدها واحس اني بحاجه إليها أكثر من السابق ?

أول لقاء لعبادي مع طلال كان عام ١٩٦٧م كان عمره ١٤ سنه ، كان طلال أول من قدمه للناس ودعمه بعيد عن الجانب الفني ، نشأت علاقه قويه بين طلال رحمه الله وعبادي امتدت ٣٣ عام تقريبآ

وفي ١١ اغسطس عام ٢٠٠٠م توفى استاذه ومعلمه والشخص اللي ظل داعم له حتى اخر يوم في حياته ، ومن المصادفات انه كان معه حتى في نفس حفلة المفتاحه في ابها اللي توفى فيها ، غنى عبادي وصلته وكان بعده الراحل الكبير طلال مداح رحمة الله ، هذا مقطع حتى بروفات عبادي كان يحضرها طلال معه ?

هذا اخر لقاء حدث بينهم ?

اودعك ?

بعد عام عاد عبادي للمفتاحه ومن باب احياء ذكرى معلمه غنى احبك لو تكون حاضر

كلما غنى في المفتاحه يحيي ذكرى طلال

“كنا على هذا المسرح سوا ?”

تزوج عبادي في الثمانينات من نورة التي كانت له كل شي في حياته الاب والام والزوجه ورزق ببنتين الأولى ساره ومي ، عانت زوجته نوره من مرض السرطان بداية ٢٠٠٦م وأدخلت العناية المركزة في لندن، لكنه نقلها بالإخلاء الطبي في جدة وتوفيت فجر الجمعة ١٤ أكتوبر ٢٠٠٦م في شهر رمضان ?

وصية ام ساره رحمها الله لعبادي ?

اغنية الجرح ارحم لحنها عبادي وكان بيقدمها لمحمد عبده ، لكن ظروف وفاة زوجته حالت دون ذلك وجد عبادي ان الكلمات تناسبه اكثر

بعد عام من وفاة ام ساره انتشر كلام ان عبادي بيعتزل الفن لكن عاد بقوه بألبوم الجرح ارحم ، وكانت اول حفله له بجده ٢٠٠٧م واول اغنيه في الحفله كانت الجرح ارحم شوفوا تفاعل الجمهور معه ، انا كنت من الناس المحظوظين اللي حضروا هالحفله ??