يساعدك هذا المقال كي تتعرف على حقيقة كونان المتحري الذكي ، بالاضافة للايجابيات والسلبيات التي تميزت به شخصيته وغيرها من المشكلات التي واجهت الجحزء الاول.
” في بعض الأحيان، إجابة خاطئة لسؤال قد تكلفك الكثير ”
أُقدم لكم تحليل عام للإيجابيات والسلبيات لأنيمي المحقق كونان – Detective Conan الموسم الأول المكون من 28 حلقة.
أتمنى ان يكون ذو فائدة للجميع.
وددت في البداية العمل على المواسم الثلاثة الأولى من المحقق كونان لكني رأيت ان الموسم الأول يكفي لأخذ نظرة كافية على مستواه الذي قد يزيد أو يقل بشيء بسيط في الموسم الثاني والثالث.
لنعرف جودة هيكل القصة علينا ان نعلم كيف تم بناء هذا الهيكل يستند على أساسين (فكرتين).
{ متحرٍ ذكي يساعد الشرطة في حل القضايا، إحدى القضايا تتسبب في تقلص جسده ليصبح طفل صغير }
في البداية، يجب أن نتخيل كيف كان حال متحرينا الشاب عندما كان يساعد الشرطة في حل القضايا وهو كالآتي:
نعم، هذا ما جعل الكاتب يدور حول نفسه، مرقعًا بترقيعات مضحكة كادت ان تؤدي بقصته إلى الهاوية، الكاتب لم يعرف كيف يجعل شينتشي (الطفل) يحل القضايا كما كان في السابق.
فأخذ يحشر النقص الذي حدث في قصته بالكثيـــر من الأفكار التي ضعّفت قصته وجلبت معها ما لايعد من الأخطاء والنقوص وغيرها.
ولتفهم كيف تعامل الكاتب مع السؤال الذي اصطدم به بينما كان يبني هيكل قصته، سأذكر لك -بحسب ما أرى- ما كان يجب أن يفعله حتى لا يقع فيما وقع فيه:
• شينتشي (الطفل) لا يستطيع أبدًا التدخل في أي قضية والدخول إلى مسرح الجريمة، لذلك هو يحتاج إلى شينتشي (الكبير) الذي يستطيع ذلك.
وإن سألتني: طيب يا محمد، لا يوجد إلا شينتشي واحد وهو طفل الآن. ماذا تقصد بذلك؟
هذه هي إجابة السؤال الذي أخطأ الكاتب فيه إصرار الكاتب بأن كونان سيبقى بمفرده بعد تورطه في قضيته كان أسوأ قرار أتخذه.
وربما قد علم الكاتب بهذا لاحقًا بأبتكاره شخصية (هاتوري هيجي) لكن كان قد فات الأوان وضُرب هيكل القصة في مقتل تسبب في صدع عظيم في القصة.
وسيكون تعامل هذين مع أي قضية كالآتي:
لكن من أجل ترقيع المشاكل التي واجهها الكاتب، أصبح هذا الفاشل يبتكر كل ما يلي:
-من الموسم الأول فقط
شارة المتحرين: وتستخدم للتواصل الصوتي.
يعني يا حضرة الكاتب، إذا كان هذا المخترع يستطيع إبتكار كل هذه الأدوات المذهلة، لماذا قدمته على أنه مخترع فاشل ؟!
هذه الأدوات على الرغم من وجودها غير المنطقي كتابيًا إلا أنها زادت من مشاكل الأنيمي أكثر من ما يملك وسأتطرق لهذه المشاكل في ركن (الأحداث).
عمومًا، بعد أن انتهينا من تفنيد عام لهيكل القصة سنتطرق الآن إلى البداية.. وما أدراك ما البداية!
هذا هو الهيكل العام للقضايا لا تتبعه كل القضايا ولا يكون موزونًا بالضرورة فيها.
وإن سألتني: وأين المشكلة يا محمد؟ هذا غير مهم!
توجد هناك الكثير من المعلومات والتفاصيل التي يجب ذكرها:
بحسب ما أرى، كل هذه الأمور من المهم ان تذكر في البداية لذلك اتباع منهج (Detailed Harmony) صحيح تمامًا.
مثال: تم إعطاء جزئية التعريف بشخصية بطل القصة أكثر مما تستحق بكثير -مشهد الطريق إلى المدرسة- في حين ان القضيتان اللتان عرضتا لم يكن هناك وقت لتعريف شخصياتهما بسبب عدم موازنة عرض المعلومات!
عمومًا فأنا لا أرى حاجة ماسة للكوميديا في هذا الأنيمي.
يجب أن يُذكر كل ذلك بشكل مرتب وكالآتي:
وهذه المشكلة تتبع سلسلة المشاكل التي تسبب بها هيكل القصة عندما قرر الكاتب ان كونان سيكون بمفرده، كان قد قرر أيضًا كيف سيرقع مشكلة التعامل مع القضايا.
وهي: بأستخدام شخصية (موري كوغورو) كعذر لحل القضايا -تفاصيل هذه الترقيعات ذكرتها سابقًا.
وهذا سبب مشكلة أصبح عامة الناس يسخرون منها، وهي أن هؤلاء الثلاثة وخاصة كونان أصبحت القضايا تلاحقهم في كل مكان!
وبالتسلسل الزمني المضروب -الذي سأتكلم عنه في ركن الأحداث لاحقًا- أصبح حدوث القضايا غير منطقي أبدًا!
إلا انها ليست الوحيدة، فهناك مشكلة (شلل في حركة عجلة القصة)
عجلة القصة لا تكاد تتحرك على طول الـ28 حلقة وهذا خطأ لا يغتفر! كيف تجعل أيها الكاتب القضية الرئيسية التي جمعت الناس حولك من أجلها شبه معدومة الذكر!
ذكرنا ان كونان ومساعده ينتقلان من مكان لآخر وفصلنا في ضرورة وجود ذلك في القصة.
حتى نستذكر، المعلومات التي يجب ذكرها في “البداية”:
في البداية، يجب أن نحدد بعض القواعد التي ستسير عليها البداية:
1) الزمن: يجب أن تكون نقطة سير الأحداث ما بعد حادثة التقلص وأرى انه يجب القفز عن فترة ما قبل حصول كونان على مساعد.
وأن تكون نقطة البداية بأن الوضع الحالي لكونان ومساعده مستقر ويحلان القضايا بشكل طبيعي.
2) الهيكل القصصي للحلقة يجب أن يكون هو الهيكل الذي مررنا به سابقًا والمكون من ستة أركان (البداية، تعريف الشخصيات، التحري، كشف الحقيقة، الدافع، النهاية)
3) كل المعلومات -فيما عدا قضية الحلقة بطبيعة الحال- ستكون محقونة في الهيكل القصصي؛ أي ستكون مرتبطة بقضية الحلقة لا منفصلة عنها.
// أرى إن هذه الطريقة هي الأفضل لتجنب الثرثرة والسرد السطحي الفاشل الذي وقع الكاتب فيه.
وكذلك نتعرف في الحلقة على الشخصيات الفرعية المرتبطة بكونان.
وكذلك نتعرف على الشخصيات المضادة كالرجلان اللذان تسببا في تقلص جسد متحرينا الشاب؛ لكي تكون الصورة واضحة لدى المشاهد عن القضية الرئيسية.
وبهيكل القصة الذي ذكرناه وبهذه البداية التي ستختزل الجودة العامة لما سيروى لاحقًا من أنيمي المتحري كونان، يقوم الكاتب في كل حلقة بعرض قضية جديدة تساهم في تعريف الشخصيات ودفع عجلة القصة إلى الأمام.
وبهذا القدر نكتفي وننتقل إلى ركن (الأحداث)
بدايات القضايا ليس بالجودة المرضية؛ حيث أضعفتها مشكلة (شلل في حركة عجلة القصة) و (التسلسل الزمني المضروب) فأفقدتا قوة حضور البداية في كل قضية.
لكن، للأسف هذا المستوى يسقط بشكل مخزي في قضايا أخرى.
وهو من أكثر النقاط التي أثر بها هيكل القصة ومشاكله سلبًا على جودته.
الكاتب ركز في هذا الركن على فكرة (التنويم).. وما أدراك ما فكرة التنويم! أرجح أن تكون هذه الفكرة من أغبى وأسوء ما كُتب في هذا الأنيمي -بعد مشهد معين سأذكره لاحقًا.
بالنسبة للحوار فهو بشكل عام بمستوى غير مرضي أبدًا.
رغم إنه يكون بأعلى مستوى ممكن له في ركن (تعريف الشخصيات) وركن (التحري)؛ لكون الحوار يركز على نقطة واحدة، إلا انه لا يصل إلى الجودة المطلوبة والمرضية.
فكلهم يتشابهون في طريقة الشرح وطرح الأسئلة والإجابة عليها والبدأ في نقاش وختامه وأختيار الكلمات وترتيب الجمل.. إلى آخره.
مثال/ شخصية أ: هل سمعت بالخبر؟ زيد رسب في الأمتحان!
شخصية ب: زيد رسب في الأمتحان!
// لا بأس بإعادة ترتيب بعض الجمل من باب الدهشة وصعوبة التصديق؛ فهذا تصرف واقعي لكن، أن يكون بهذه المبالغة والتكرار على طول الأنيمي -لدرجة لا تكاد تخلو حلقة من هذا الحوار الفليني- أمر غير مقبول ويساهم في تضعيف مصداقية الحوار.
هذا الضعف وهذه المشاكل في الحوار محزن؛ فالأنيمي كان يحتاج إلى أعلى مستوى في الحوار؛ لتنوع أعمار الشخصيات وطبائعهم وحالاتهم النفسية وكثرة المجادلات والمد والجزر في الاستجوابات والاتهامات فيما بين الشخصيات.
وننتقل لنختم ركن (الأحداث) بعرض الإيجابيات والسلبيات:
1) الإيجابيات
ثانيًا: السلبيات
مثل كون الرجلان ذوي الملابس السود
بشكلهم الغريب والمريب لم يستجوبوا ولم يفتشوا أو حتى يسألوا عن أسمائهم!
وما شاء الله رجل يحمل حقيبة مريبة ومسدس. ورجل آخر يملك حبوب غريبة، يفلتان من التفتيش ويخرجان بعد القضية دون أي مشكلة!
أو بعبارة أخرى، من أي صنف من الحمقى من يحمل حقيبة مريبة ومسدس. وحبوب غريبة، ويدخل إلى مثل هذا المكان المكتظ بالناس والمفترض ان فيه حماية وتفتيش!
وماذا أذكر أيضًا ؟
{بزمن يقدر بالمسافة التي أستغرقتها صديقته من مدينة الألعاب إلى منزلها ؟} فهل أذكره أيضًا ؟
هذا غيض من فيض من المشاكل المنتشرة على طول الأنيمي! كله بسبب “السؤال”.
عمومًا، نكتفي بهذا القدر في ركن (الأحداث)
بحكم نوع الأنيمي، فإن الشخصيات تكون كثيرة.
وبالفعل، شخصيات أنيمي المتحري كونان كثيرة جدًا؛ فهناك تقريبًا 150 شخصية في هذا الموسم المكون من 28 حلقة!
وكلاهما مميز، وإن سألتني: وكيف أعرف أن علاقات الشخصيات مميزة ام غير مميزة ؟
والإجابة تكون بأن العلاقات المميزة هي العلاقات الحية. وتتحقق بوجود شروط عدة أهمها:
• إبراز العلاقات لأبعاد الشخصيات، صفاتهم، حسناتهم وعيوبهم..إلى آخره.
// إن كنت تُظهر علاقتهم من خلال جدال، فما هي قيمة هذا الجدال في الأحداث ؟ وإن كانت محادثات، فما هي قيمتها وماذا ستغير ؟
{العلاقات التي لا قيمة حقيقية لها في الأحداث ليست علاقات جيدة}
1) مشاكل في بعض التراكيب لبعض الشخصيات: كشخصية متحرينا الشاب -شينتشي الكبير-
فلشخصية شينتشي هزلية وإغترار بالنفس وهذا يضعف مصداقية كونه متحرٍ ذكي واجه الكثير من التجارب بحله للقضايا.
وبالنسبة لعمره الصغير -الذي يضعّف المصداقية أكثر- كان من الأفضل للكاتب جعله بعمر مطابق لهيئة ظهر فيها بأحدى القضايا.
أتخاذ الكاتب لقراره بجعل الشخصيات صغيرة العمر، جعلها لا تختلف عن شخصيات من اعمال أنيمي تافهة موجهة للأوتاكوز.
للأسف هذا ما رأيته من شخصية شينتشي (الكبير)
فلا أراه يختلف عن أي بطل مراهق في أي أنيمي تافه موجه للأوتاكوز.
بالنسبة لشخصية كونان -فالبرغم من أنهما واحد- لكني رأيت المشكلة غير موجودة فيه لعدة أسباب منها:
2) تأثير هيكل القصة على بعض الشخصيات: كشخصية موري التي أضعفت مصداقيتها كثيرًا فكرة (التنويم) الغبية.
وكذلك توجد شخصية المخترع أغاسا.
3) المشاكل والنقوص في الحوار أضعفت مصداقية الشخصيات ودقة نسجها.
4) عدم منطقية في بعض الأفعال لبعض الشخصيات: كشخصية ران وشخصيات أخرى في بعض القضايا -كالقضية العاشرة- ففيها تتصرف الشخصيات -وخصوصًا ران- بشكل مغاير لماهيتها.
وتضعف ردات الفعل العاطفية بشكل كبير جدًا وتصبح لا منطقية.
5) ضعف بعض الأحداث يؤثر على مصداقية الشخصيات ودقة نسجها: كالمشهد الذي ظهر في نهاية القضية السابعة
هذا المشهد العجيب أُعطيه جائزة أسوء مشهد في الموسم الأول لأنيمي المتحري كونان بلا منافسة.
وهنا أود أن أتطرق لمشكلة أخرى وهي لا منطقية بعض الأدوات التي أخترعها (أغاسا) ولست أقصد هنا أختراعه لها فهذا الأمر تطرقنا إليه سابقًا.
لكن، هناك مشاكل في هذه الأدوات نفسها.
فأدوات مثل: (الساعة) و (ربطة العنق) و (الحذاء) فيها ضعف في مصداقية طريقة عملها خصوصًا ربطة العنق!
في البداية كانت طريقة عملها أفضل، مثال واضح على ذلك هو في القضية الثالثة:
6) تطور بعض الشخصيات شبه معدوم: وللأسف تقع في هذه المشكلة جميع الشخصيات الرئيسية.
وهذه المشكلة ناتجة من المشاكل السابقة مثل:
كل قصة يوجد لها زمن لحدوثها (تاريخ)
كل قصة لها مدة زمنية معينة.
مثال/ قصة A تحدث في القرن الثامن عشر استمرت هذه القصة لسنتين حتى أنتهت.
القرن الثامن عشر يمثل (التاريخ) والسنتين تمثل (المدة الزمنية) في هذا التاريخ.
لدينا في هذه السنتين مجموعة من القفزات الزمنية ضمن هذا التسلسل الزمني لذا فإن على الكاتب أن يبينه وأن لا يخفيه أو أن يجعله ضبابي.
بالنسبة للأنيمي المتحري كونان، فلم يكن التسلسل الزمني ضبابيًا فقط بل كان مضروبًا.
ففي القضية العشرون كان التسلسل الزمني بأن كونان قابل الأطفال الثلاثة لأول مرة والدليل أن بعض الشخصيات -كالطفل غينتا-
كان في البداية عنيف ويتنمر على غيره وبعدها فجأة أصبح طيب القلب ويميل للعباطة!
في القضية العشرون كان في شخصيته الأولى العنيفة ويبدو على الأحداث أنها بعد دخول كونان المدرسة الأبتدائية!
فما هذا التسلسل الزمني الذي يجعل القضية العشرون تتحدث عن أحداث المفترض أنها في بداية الأنيمي! دون توضيح لسبب حدوث ذلك!
هذه هي أهم المشاكل وعليها نرى أن (شخصيات القضايا) أفضل بشكل واضح من (الشخصيات الرئيسية)
وبهذا القدر نكتفي بركن (الشخصيات)
وننتهي بذلك من الحديث عن منزل (الكتابة) ومشاكله الكثيرة لنرتاح قليلًا وننتقل للحديث عن: الإخراج.
لنبدأ بـ (تصميم الشخصيات) ولنقسمه إلى عدة أقسام:
1) الرأس: يوجد تنوع كبير في أشكال وأحجام رؤوس الشخصيات بشكل متوافق مع أعمارها. وكذلك في تسريحات الشعر. لكن بجودة أقل من ناحية توافقها مع الشخصيات.
كيف أقل من ناحية التوافق ؟
ج/ تسريحات الشعر لا تعكس بشكل كافي معنى فني معين أو إنعكاس لأبعاد الشخصية نفسها.
مثال على شخصيات جيدة في ذلك:
2) عناصر الوجه: هناك تنوع كبير ورائع في أشكال حواجب وأنوف الشخصيات وكذلك بالنسبة للشوارب واللحى.
ولكن يوجد تقصير مؤسف في أشكال العيون والأفواه وجودتها؛ فليست بمستوى البقية.
3) أجساد الشخصيات: وهنا وجدت تذبذب في الجودة؛ فأطوال الشخصيات ممتازة -فيما عدا بعض الشخصيات تدخل في نطاق التكرار السلبي-
بالنسبة لطريقة الوقوف والمشي والحركة: فأجدها متواضعة؛ فليس هناك حضور قوي لهم -ربما لضعف الرسم المتحرك-
وتوجد مشكلة بسبب أرتداء الكثير من الشخصيات لنفس الزي وهي: صعوبة التفريق بين جسد شخصية وأخرى.
كان الأفضل دعم ذلك بتنويع أوزان الشخصيات الفعلية وأشكال أكتافهم وطريقة وقوفهم أو حتى طول الأذرع وطريقة لبس الأزياء نفسها.
4) الألوان: وهي بمستوى متواضع وذلك لسببين:
// فتجد نفسك لا تهتم كثيرًا لها ولا تنجذب عينك لمشاهدتها. وهذا يشمل الشخصيات والخلفيات.
بالنسبة للخلفيات في الغروب والليل: فهي تتحسن بشكل كبير -رغم إن المخرج يستغل الليل ليتهرب من رسم تفاصيل الخلفيات-
لكن بشكل عام هي أفضل بشكل كبير من الألوان في النهار.
هناك أيضًا ميزة ومشكلة سأختم بهما الحديث عن (تصميم الشخصيات) الميزة هي: أن تصاميم الشخصيات موزونة من ناحية (نسب جمال الشخصيات).
فلا يتم أختيار نسب الجمال بشكل عشوائي أو يتم المبالغة فيها -مثل اعمال الأنيمي الحديثة.
بل يتم تحديد نسبة الجمال لكل شخصية على حدى، { فلا يتم تجميل -الطيب- لأنه كذلك ولا يتم تقبيح -الخبيث- لأنه كذلك بل هناك طيبون في تدرجات جمال مختلفة
وهناك خبثاء في تدرجات جمال مختلفة، وهذا هو المستوى الأحترافي الذي قلما تجد عملًا يصل إليه.
هذا بالنسبة إلى الميزة.
سبق وأن كتبت منذ أشهر -أقتباسًا من موضوع ياباني- عن أشهر المشرفين الذين عملوا في هذا الأنيمي وأختلاف أساليبهم في رسم الشخصيات وتأثير بعضهم الذي وصل إلى الرسم المتحرك نفسه.
لكني في وقت العمل على هذا التحليل، فكرت في صحة هذا الفعل من جانب فنّي -حسب خبرتي الحالية-
ووجدت التالي:
وهذا غير صحيح. لا يجب أن يتم العبث في رسوم الأنيمي بهذا الشكل.
وكل هذه القرارات يجب أن تكون نابعة من إعطاء الحدث أو الحلقة معنى مميز يدعمها وليس للعبث.
رسم الشخصيات متذبذب
عند لقطات الـClose-up يكون في أفضل حالاته. أما إذا أبتعدت الكاميرا -في أغلب الأحيان- تضعف الجودة بشكل ملحوظ جدًا.
بالنسبة لرسم الحركة: فهو شبه ميت.
فيما عدا بعض القضايا -وبشكل مفاجئ- تكون بجودة جيدة جدًا.
الخلفيات الخارجية:
عالم القصة: فارغ وغير ثابت المعالم.
لتوضيح هذه النقطة لنأخذ مثال:
هذا الشارع الخاص بمكتب موري
// لاحظ كيف يتغير على طول القضايا!
هذا يدل على خلل جذري في خلفيات هذا الأنيمي.
الخلفيات الداخلية: وهي بغاية الأهمية. وكانت تحتاج إلى أهتمام شديد. لكن للأسف، لم يحدث ذلك.
الخلفيات سيئة بشكل مخجل! وخصوصًا أختيارات الألوان! شاهد هذا المثال لما ينبغي أن يكون (مسرح الجريمة)
على العموم، نكتفي بهذا القدر في ركن (الرسم العام) ولنستريح قليلًا بالتكلم عن ركن (الأداء الصوتي – الإدماج)
جميع الشخصيات تم أختيار ممثل الصوت لها بدقة منقطعة النظير. فعلًا المسؤول عن ذلك يستحق كل الأحترام والتقدير.
من شدة إبداع أختيار ممثلي الصوت، أنه ليس مناسب للشخصيات وحسب، بل هي أختيارات أحترافية.
ممثلي الصوت محترفون في عملهم. ويمتلكون خامات صوت مميزة جدًا. والكثير منهم من المشهورين في عالم الأنيمي.
وهذه بعض الأمثلة التي تدل على تميّز هذا الأنيمي من ناحية الأداء الصوتي:
والآن ننتقل للحديث عن (الكاميرا)
أختيارات زوايا الكاميرا في كثير من الأحيان صحيحة؛ فهي تأخذ وضع Close-up على الشخصيات لنتعرف على تعابير وجهها وردود أفعالها.
لكنها للأسف تخرج عن هذا النهج في العديد من اللقطات! وبشكل غير مسوغ -ولا يحتاجه السيناريو- تأخذ وضع بعيد عن الشخصيات.
وبهذا فإن زوايا الكاميرا لا تخدم السيناريو بشكل كافي. نكتفي بهذا القدر وننتقل إلى الركن الأخير (الموسيقى).
وسنقسم هذا الركن إلى:
1) الموسيقى الإخراجية: وهي بديعة. وتدعم الأحداث بشكل كبير؛ بتفخيم المشاعر المراد توجيهها من خلال السيناريو.
ومن أفضل الأمثلة على ذلك هي: موسيقى حدوث الجريمة؛ فهي تحاكي صوت (صفارات الإنذار) التي تنذر بحدوث أمر فضيع!
2) المؤثرات الصوتية: وهي بشكل عام ليس لها حضور مؤثر إلا في مشاهد الكوميديا فهي جيدة هناك.
3) الأغاني: لدينا أغنية البداية وأغاني أخرى في بعض القضايا، وللأسف هي وبدون أستثناء غير جيدة أبدًا؛ فليست كلماتها لها علاقة بالأنيمي وفكرته وليس لها موسيقى ولحن جذابين!
رغم تسونامي المشاكل الذي ضرب كيان الأنيمي بسبب الضعف الشديد في هيكل القصة، إلا أن بعض الأمتيازات الكتابية والدعم الكبير في عدة أركان إخراجية، أنقذت الأنيمي من السقوط.
لا يزال (المتحري كونان – الموسم الأول) بعد كل ما ذكر في هذا التحليل، أنيمي يستحق المشاهدة.
هذا ما كان لدي في هذا التحليل.
وددت التفصيل أكثر في بعض المواضع، لكن كما رأيت، الموضوع لا يتحمّل الإطالة أكثر وإلا لن يكون مناسبًا كمحتوى مكتوب.