كونان المتحري الذكي سلبيات و ايجابيات الموسم الاول

Nice Topic 31 يوليو، 2022

يساعدك هذا المقال كي تتعرف على حقيقة كونان المتحري الذكي ، بالاضافة للايجابيات والسلبيات التي تميزت به شخصيته وغيرها من المشكلات التي واجهت الجحزء الاول.

” في بعض الأحيان، إجابة خاطئة لسؤال قد تكلفك الكثير ”

أُقدم لكم تحليل عام للإيجابيات والسلبيات لأنيمي المحقق كونان – Detective Conan الموسم الأول المكون من 28 حلقة.

أتمنى ان يكون ذو فائدة للجميع.

سلبيات و ايجابيات الانمي المشهور كونان المتحري الذكي

  • مقدمة

وددت في البداية العمل على المواسم الثلاثة الأولى من المحقق كونان لكني رأيت ان الموسم الأول يكفي لأخذ نظرة كافية على مستواه الذي قد يزيد أو يقل بشيء بسيط في الموسم الثاني والثالث.

سلبيات و ايجابيات الانمي المشهور كونان المتحري الذكي

  • لن اطيل هذا الموضوع بالتكلم عن علاقتي بهذا الأنيمي المستمرة منذ أكثر من 15 عامًا لكن يكفيك أن تعلم أن مع كامل المشاعر والإعجاب التي أمتلكها لهذا الأنيمي، إلا أن ما ستراه هو عرض محايد بقدر ما أستطيع للإيجابيات والسلبيات دون أي ترفيع أو تسقيط متعمد.
  • القصة:
  • نبدأ بهيكل القصة:

لنعرف جودة هيكل القصة علينا ان نعلم كيف تم بناء هذا الهيكل يستند على أساسين (فكرتين).

  • يقوم الكاتب بالبناء الأولي لهاتين الفكرتين لتصبح:

{ متحرٍ ذكي يساعد الشرطة في حل القضايا، إحدى القضايا تتسبب في تقلص جسده ليصبح طفل صغير }

  • بعدها يبدأ الكاتب بالبناء المكثف ليصنع هيكل قصته المعروف للجميع، ولكن! الكاتب هنا وقع في خطأ زلزل كيان القصة برمته! فما هو هذا الخطأ ؟

في البداية، يجب أن نتخيل كيف كان حال متحرينا الشاب عندما كان يساعد الشرطة في حل القضايا وهو كالآتي:

  • تحدث الجريمة.
  • يسرع شينتشي في الدخول لمسرح الجريمة.
  • يلتقي بالشرطة ويأخذ منهم المعلومات حول القضية -إن لم يكن متواجدًا قبل وقوعها.

  • يبدأ بالتحري والتدقيق في مسرح الجريمة للبحث عن أدلة أو خيوط مهمة تساعده في حل القضية.
  • يشارك الشرطة في إستجواب المشتبه بهم وطرح الأسئلة عليهم ليجمع المزيد من المعلومات.
  • يستمر في ذلك حتى الكشف عن الفاعل وظهور الدليل ضده.
  • يقوم شينتشي بطرح الأدلة ضد الفاعل ويدحض تشكيكاته وإنكاره لما يقول -بطبيعة الحال- حتى يستسلم الفاعل ويعترف بجريمته.
  • تنتهي القضية ومتحرينا الشاب تحت الأضواء والتصفيق والمدح لحله القضية.
  • هذه هي الخطوط العامة للقضايا التي كان يواجهها شينتشي قبل أن يصبح طفل صغير، وإن سألتني: وأين المشكلة يا محمد؟ هذا يحدث في أي قضية ولدى أي متحرٍ!

  • أنت ذكرت المشكلة بنفسك، نعم، هذا يحدث في كل القضايا ولدى كل المتحرين، ولكن ليس للأطفال!

 

  • السؤال الذي صنع تسونامي لكيان قصة المتحري كونان هو: شينتشي الآن طفل صغير، ما الحل ؟

نعم، هذا ما جعل الكاتب يدور حول نفسه، مرقعًا بترقيعات مضحكة كادت ان تؤدي بقصته إلى الهاوية، الكاتب لم يعرف كيف يجعل شينتشي (الطفل) يحل القضايا كما كان في السابق.

فأخذ يحشر النقص الذي حدث في قصته بالكثيـــر من الأفكار التي ضعّفت قصته وجلبت معها ما لايعد من الأخطاء والنقوص وغيرها.

ولتفهم كيف تعامل الكاتب مع السؤال الذي اصطدم به بينما كان يبني هيكل قصته، سأذكر لك -بحسب ما أرى- ما كان يجب أن يفعله حتى لا يقع فيما وقع فيه:

• شينتشي (الطفل) لا يستطيع أبدًا التدخل في أي قضية والدخول إلى مسرح الجريمة، لذلك هو يحتاج إلى شينتشي (الكبير) الذي يستطيع ذلك.

وإن سألتني: طيب يا محمد، لا يوجد إلا شينتشي واحد وهو طفل الآن. ماذا تقصد بذلك؟

  • شينتشي (الطفل) -سأسميه كونان من الآن وصاعدًا- يحتاج إلى شخص يمتلك كل ما كان لديه وهو كبير من الدخول إلى مسرح الجريمة ومساعدة الشرطة والتحري واستجواب المشتبه بهم.. إلى آخره.

  • كونان كان يحتاج إلى مساعد.

هذه هي إجابة السؤال الذي أخطأ الكاتب فيه إصرار الكاتب بأن كونان سيبقى بمفرده بعد تورطه في قضيته كان أسوأ قرار أتخذه.

وربما قد علم الكاتب بهذا لاحقًا بأبتكاره شخصية (هاتوري هيجي) لكن كان قد فات الأوان وضُرب هيكل القصة في مقتل تسبب في صدع عظيم في القصة.

  • ما هي مميزات مساعد كونان ؟
  1. كل ما كان لدى كونان (الكبير) من صلاحيات (دخول مسرح الجريمة، التعاون مع الشرطة، التحري…إلى آخره)
  2. معرفة تامة بمشكلة كونان وحقيقته.
  3. التواصل مع كونان الذي لا يملك أي صلاحية تمكنه من جمع معلومات حول القضية.

  • الذكاء أختياري للكاتب يمكن أن يجعله ذكي أو متوسط الذكاء أو مبتدئ وغير قادر على التعامل مع القضية بمفرده وبعدها يستمر بالبناء على هذا الأساس.
  • الآن لدينا كونان الذي هو المتحري الشاب الشهير كودو شينتشي ومساعده -سأفترض من الآن أن شخصيته وذكائه قريب من هاتوري هيجي.

وسيكون تعامل هذين مع أي قضية كالآتي:

  • هل رأيت التأثير الذي أحدثه كون كونان طفل صغير؟ الآن سنرى كيف تعامل الكاتب مع هذه المشكلة:
  1. في البداية تحدث جريمة.
  2. يدخل كونان ومن معه لمسرح الجريمة في أغلب الأحيان
  3. كونان ومن معه يسرحون ويمرحون في المكان الذي حدثت فيه جريمة للتو! بإفتراض ان القضايا بشكل عام هي جريمة قتل.
  4. يتدخل كونان ويسأل من حوله والمشتبه بهم بشكل طبيعي! في البداية لم تكن هذه المشكلة موجودة.
  5. يكتشف كونان الحقيقة ويستخدم احد الموجودين حوله غالبًا موري كوغورو- وينومه بإبرة مخدرة ويقلد صوته بربطة عنق خاصة.
  6. يستمع له المحيطون فيعرض أستنتاجاته ويكشف الفاعل وتنتهي القضية.
  7. لاحظت كمية الترقيعات والكوارث الذي أحدثها الكاتب نتيجة إجابته الخاطئة عن السؤال الذي ذكرناه ؟
  8. ترقيع مشكلة: (كيف سيمتلك كونان معلومات حول القضية ؟) بالسماح بدخول مسرح الجريمة حتى للأطفال! في أغلب القضايا.
  9. ترقيع مشكلة: (كيف سيساعد كونان الشرطة؟) بالإستماع إليه! بعدما كان يعامل كطفل في القضايا الأولى.
  10. ترقيع مشكلة: (من سيستعرض الأستنتاجات ؟) بفكرة التنويم.
  11. ناهيك عن أخطاء مضحكة مثل كون شخصية (أغاسا) مخترع فاشل.

لكن من أجل ترقيع المشاكل التي واجهها الكاتب، أصبح هذا الفاشل يبتكر كل ما يلي:

-من الموسم الأول فقط

  • النظارة: يستخدمها كونان للتعقب والتنصت.
  • الساعة: يستخدمها لتنويم شخص بالغ كموري أو سونوكو أو لتنويم المجرمين.
  • ربطة العنق: يعرض بها أستنتاجاته بصوت من ينومه أو يخدع بها المجرمين.

  • الحذاء: وتساعده في ركل الأشياء بقوة.
  • الحزام: ويساعده على رفع الأشياء الثقيلة -كفتح بوابة.
  • الزلاجة: وتساعده على التنقل من مكان لآخر بسرعة.

شارة المتحرين: وتستخدم للتواصل الصوتي.

يعني يا حضرة الكاتب، إذا كان هذا المخترع يستطيع إبتكار كل هذه الأدوات المذهلة، لماذا قدمته على أنه مخترع فاشل ؟!

هذه الأدوات على الرغم من وجودها غير المنطقي كتابيًا إلا أنها زادت من مشاكل الأنيمي أكثر من ما يملك وسأتطرق لهذه المشاكل في ركن (الأحداث).

عمومًا، بعد أن انتهينا من تفنيد عام لهيكل القصة سنتطرق الآن إلى البداية.. وما أدراك ما البداية!

 

  • لنعرف بالضبط الخلل الكبير في بداية الأنيمي المتحري كونان، يجب أن نعرف الهيكل القصصي -الممتاز- للقضايا وهو كالآتي:

  1. تبدأ كل حلقة بركن (البداية) الذي يكون إما مرتبط بالقضية بشكل مباشر أو يكون غير مباشر.
  2. بعد ذلك، يبدأ الركن الثاني: (تعريف الشخصيات) فتبدأ الشخصيات بالظهور لنتعرف عليها ويبدأ معها ظهور المعطيات والتلميحات إلى أن نصل إلى منتصف القضية وفيها يبدأ الركن الثالث.
  3. يبدأ (التحري) أستنادًا إلى ما سبق ومن خلالها تزداد المعطيات والتلميحات أكثر وأكثر لتتشابك خيوط القضية حتى نصل إلى ذروتها.
  4. بعد تجميع كافة المعطيات والتلميحات تتضح الصورة الكاملة للقضية فيبدأ (الكشف عن الحقيقة) وإظهارها للعلن وبعد كشفها يحل علينا الركن الخامس.
  5. يظهر (الدافع) وراء هذه القضية حاملًا معه عبر ومعانٍ مختلفة ليُختم هذا الركن بموسيقى بديعة ورنانة ليبدأ بعد ذلك الركن الأخير.
  6. يبدأ ركن (النهاية) وفيها تكون جميع خيوط القضية قد حلت ولتختم بها قصة هذه القضية وتنتهي بذلك الحلقة.

هذا هو الهيكل العام للقضايا لا تتبعه كل القضايا ولا يكون موزونًا بالضرورة فيها.

  • مشكلة البداية هي انها لا تلتزم بهذا الهيكل أبدًا! فللبداية قضيتان! وكل قضية لا تتبع هذا الهيكل القصصي بشكل صحيح!

وإن سألتني: وأين المشكلة يا محمد؟ هذا غير مهم!

  • سأجيبك بأن هذا الهيكل القصصي هو سبب تميّز أنيمي المتحري كونان عن باقي اعمال التحري.
  • فإتباع هذا الهيكل ودقة الموازنة في أركانه -بشكل عام- كان أحد اسباب إنقاذ منزل (الكتابة) من الإنهيار التام بسبب هيكل القصة.

  • عمومًا، هذا بالنسبة إلى الهيكل القصصي للبداية.
  • بالنسبة إلى المنهج المتبع في عرض المعلومات -طريقة السرد- فإختياره صحيح لكن تطبيقه فاشل.

  • المنهج يعتمد على عرض أكبر قدر ممكن من المعلومات بأعلى مستوى ممكن من الإنسجام والسلاسة في عرضها للمشاهد أو بما يعرف بمنهج: (Detailed Harmony).

  • لماذا منهج (Detailed Harmony) مناسب لبداية أنيمي المتحري كونان ؟ ولماذا لم ينجح الأنيمي فيه على الرغم من أختياره الصحيح؟

توجد هناك الكثير من المعلومات والتفاصيل التي يجب ذكرها:

  1. فهناك (قضية الحلقة) بقصتها وشخصياتها ومغازيها.. إلى آخره.
  2. المعلومات حول (القضية الرئيسية) لبطل القصة.
  3. تعريف الشخصيات الرئيسية والفرعية والمضادة.

بحسب ما أرى، كل هذه الأمور من المهم ان تذكر في البداية لذلك اتباع منهج (Detailed Harmony) صحيح تمامًا.

  • لكن، لماذا فشل الكاتب بصنع بداية ناجحة ؟
  1. عدم الأكتفاء بقضية واحدة في الحلقة، القضية الأولى لا داعي لوجودها ويمكن إزالتها دون أي تأثير سلبي.
  2. عدم أتباع الهيكل القصصي.
  3. عدم الموازنة في عرض المعلومات الأكثر أهمية والأقل أهمية.

    مثال: تم إعطاء جزئية التعريف بشخصية بطل القصة أكثر مما تستحق بكثير -مشهد الطريق إلى المدرسة- في حين ان القضيتان اللتان عرضتا لم يكن هناك وقت لتعريف شخصياتهما بسبب عدم موازنة عرض المعلومات!

  4. أختيار زمن سرد القصة ان يكون من البداية -أي ما قبل الحادثة- بما ان هذا الأنيمي يرتكز على القضايا، فذكر ما حدث لبطل القصة بهذا التفصيل يضعف من التركيز نحو ما هو أهم: (القضية).
  5. إدخال طابع الكوميديا بوقت غير صحيح حسب ما أرى، كوميديا “البداية” لم تكن خيار صائب أبدًا. التمهيد لمعضلة القصة تضرر بسببها!

    عمومًا فأنا لا أرى حاجة ماسة للكوميديا في هذا الأنيمي.

  6. أخطاء ومشاكل كثيرة سأتطرق لها لاحقًا في ركن الأحداث وركن الشخصيات.
  • الآن سأذكر -بحسب ما أرى- كيف كانت يجب أن تكون البداية:

  • بما أننا لدينا (قضية حلقة) يجب سردها بقصتها وشخصياتها وكافة تفاصيلها، و(قضية رئيسية) يجب ذكرها، وشخصيات رئيسية وفرعية ومضادة يجب تعريفهم للمشاهد.

يجب أن يُذكر كل ذلك بشكل مرتب وكالآتي:

  • أي تكون (القضية الرئيسية) وتعريف الشخصيات الرئيسية والفرعية والمضادة داخل { (قضية الحلقة) التي تتبع الهيكل القصصي }.
  • فيتم تعريفك ببطل القصة شينتشي بعد زمن من الحادثة التي أدت إلى تقلص جسده إلى طفل صغير وأصبح متخفي بأسم كونان وفيها يكون مساعده إلى جانبه ليتعاون معه في حل القضايا.. {التي تصادفهما أثناء ترحالهما من مكان لآخر بحثًا عن آثار تدلهما عن المجرمين اللذين تسببا في تقلص جسد متحرينا الشاب}
  • وهنا أود أن اتطرق لمشكلة أخرى وقع فيها الكاتب وهي: (واقعية حدوث القضايا).

وهذه المشكلة تتبع سلسلة المشاكل التي تسبب بها هيكل القصة عندما قرر الكاتب ان كونان سيكون بمفرده، كان قد قرر أيضًا كيف سيرقع مشكلة التعامل مع القضايا.

وهي: بأستخدام شخصية (موري كوغورو) كعذر لحل القضايا -تفاصيل هذه الترقيعات ذكرتها سابقًا.

  • عمومًا، عندما فعل الكاتب ذلك، كان قد ألزم مسبقًا كونان ان يبقى عند هذا المتحري؛ أملًا بأنه من الممكن ان تصادفه قضية تتعلق بالرجلان اللذان تسببا في مشكلته.

وهذا سبب مشكلة أصبح عامة الناس يسخرون منها، وهي أن هؤلاء الثلاثة وخاصة كونان أصبحت القضايا تلاحقهم في كل مكان!

وبالتسلسل الزمني المضروب -الذي سأتكلم عنه في ركن الأحداث لاحقًا- أصبح حدوث القضايا غير منطقي أبدًا!

  • نرجع إلى البداية الصحيحة -حسب ما أرى- وصلنا إلى أن كونان ومساعده تصادفهما قضايا أثناء أنتقالهما من مكان لآخر؛ بحثًا عن الرجلان -وذكرت خطأ الكاتب في هذه النقطة قبل قليل- هذه “المغامرة” مع أنها تحل المشكلة التي ذكرناها

    إلا انها ليست الوحيدة، فهناك مشكلة (شلل في حركة عجلة القصة)

  • أي انه لا يوجد جديد يُذكر في (القضية الرئيسية) يُحركها من البداية حتى منتصفها ثم تنتهي في النهاية بحل كافة المشاكل التي سببتها!

عجلة القصة لا تكاد تتحرك على طول الـ28 حلقة وهذا خطأ لا يغتفر! كيف تجعل أيها الكاتب القضية الرئيسية التي جمعت الناس حولك من أجلها شبه معدومة الذكر!

  • ولذلك، ركن (النهاية) مفقود في هذا الأنيمي فلا توجد نهاية حقيقية؛ فالحلقة 28 هي نهاية قضية. ولا توجد حركة في عجلة القصة لكي ينتهي الموسم بحدث انتقالي حتى.

  • على العموم، وجود “المغامرة” يصنع نهاية ويدفع عجلة القصة سواء بتلميح أو بالحصول على معلومات عن الرجلان من الناس أو العثور على آثار تواجدهما في مكان ما..إلى آخره.
  • نرجع إلى البداية

ذكرنا ان كونان ومساعده ينتقلان من مكان لآخر وفصلنا في ضرورة وجود ذلك في القصة.

  • الآن نأتي إلى طريقة عرض هذه المعلومات في البداية بشكل سلس ومريح للمشاهدة

حتى نستذكر، المعلومات التي يجب ذكرها في “البداية”:

  • (قضية الحلقة) بقصتها وشخصياتها.
  • (القضية الرئيسية)
  • تعريف الشخصيات الرئيسية والفرعية والمضادة.

في البداية، يجب أن نحدد بعض القواعد التي ستسير عليها البداية:

1) الزمن: يجب أن تكون نقطة سير الأحداث ما بعد حادثة التقلص وأرى انه يجب القفز عن فترة ما قبل حصول كونان على مساعد.

وأن تكون نقطة البداية بأن الوضع الحالي لكونان ومساعده مستقر ويحلان القضايا بشكل طبيعي.

  • لماذا ؟ لأن المهم هو التركيز على قضايا الحلقات والقضية الرئيسية أما أن يكون التركيز على غيرهما فهو ليس الخيار الأنسب، إن وجدت معلومات مهمة تُحقن داخل الهيكل القصصي.

2) الهيكل القصصي للحلقة يجب أن يكون هو الهيكل الذي مررنا به سابقًا والمكون من ستة أركان (البداية، تعريف الشخصيات، التحري، كشف الحقيقة، الدافع، النهاية)

3) كل المعلومات -فيما عدا قضية الحلقة بطبيعة الحال- ستكون محقونة في الهيكل القصصي؛ أي ستكون مرتبطة بقضية الحلقة لا منفصلة عنها.

// أرى إن هذه الطريقة هي الأفضل لتجنب الثرثرة والسرد السطحي الفاشل الذي وقع الكاتب فيه.

  • وبهذه القواعد ستكون “البداية” كالآتي:
  1. (قضية الحلقة) بأكملها ستكون موزعة على كامل الحلقة بالهيكل القصصي الذي ذكرناه سابقًا -وطبعًا يجب أن تكون الأركان موزونة.
  2. يتم حقن المعلومات حول (القضية الرئيسية) وما جرى فيها -راجع القاعدة الأولى- داخل (قضية الحلقة) لنتعرف -بشكل عام- على ما حصل لمتحرينا الشاب وكيف وصل إلى التحالف مع مساعده.. إلى آخره.
  3. نتعرف خلال تفاصيل (قضية الحلقة) على شخصية متحرينا الشاب -كونان- ومساعده وكيفية عملهم وتعاونهم فيما بينهم على حل القضايا.

وكذلك نتعرف في الحلقة على الشخصيات الفرعية المرتبطة بكونان.

وكذلك نتعرف على الشخصيات المضادة كالرجلان اللذان تسببا في تقلص جسد متحرينا الشاب؛ لكي تكون الصورة واضحة لدى المشاهد عن القضية الرئيسية.

وبهيكل القصة الذي ذكرناه وبهذه البداية التي ستختزل الجودة العامة لما سيروى لاحقًا من أنيمي المتحري كونان، يقوم الكاتب في كل حلقة بعرض قضية جديدة تساهم في تعريف الشخصيات ودفع عجلة القصة إلى الأمام.

وبهذا القدر نكتفي وننتقل إلى ركن (الأحداث)

  • نبدأ بمستوى القضايا: على طول الموسم الأول يتذبذب المستوى العام للقضايا، فهناك بعض القضايا المميزة وهناك قضايا عادية وأخرى سيئة.

  • الآن نأتي إلى جودة كل ركن في القضايا:

بدايات القضايا ليس بالجودة المرضية؛ حيث أضعفتها مشكلة (شلل في حركة عجلة القصة) و (التسلسل الزمني المضروب) فأفقدتا قوة حضور البداية في كل قضية.

  • تقديم الشخصيات متذبذب جدًا ففي بعض القضايا يكون بديع وجوهرة يتميز به الأنيمي عن باقي اعمال التحري؛ لدقة المعلومات المعروضة وإتزانها وذكاء إدخال التلميحات.. وغيرها.

لكن، للأسف هذا المستوى يسقط بشكل مخزي في قضايا أخرى.

 

  • بالنسبة للتحري، فهو أيضًا متذبذب؛ بسبب مشاكل في الحوار وأتباع الهيكل القصصي والموازنة فيه إضافة إلى هيكل القصة الذي أضعفه لأسباب فصلنا فيها سابقًا.

  • ركن كشف الحقيقة أو أستعراض الأستنتاجات

وهو من أكثر النقاط التي أثر بها هيكل القصة ومشاكله سلبًا على جودته.

الكاتب ركز في هذا الركن على فكرة (التنويم).. وما أدراك ما فكرة التنويم! أرجح أن تكون هذه الفكرة من أغبى وأسوء ما كُتب في هذا الأنيمي -بعد مشهد معين سأذكره لاحقًا.

  • بالنسبة لدوافع القضايا فهي غالبًا جيدة إلى جيدة جدًا وأحيانًا تكون أعتيادية إلى غير منطقية كالقضية الأولى.

  • نهايات القضايا أضعف ركن من بين الأركان فهي غالبًا نقمة على القضية وتفسدها بالإضافة إلى أنها تختم القضايا بطريقة تجعل كل قضية منفصلة عن بعضها تمامًا! مما يزيد من الشلل في حركة عجلة القصة.

  • سنتحدث الآن عن الحوار وبعدها ننتقل إلى الإيجابيات والسلبيات في ركن الأحداث:

بالنسبة للحوار فهو بشكل عام بمستوى غير مرضي أبدًا.

رغم إنه يكون بأعلى مستوى ممكن له في ركن (تعريف الشخصيات) وركن (التحري)؛ لكون الحوار يركز على نقطة واحدة، إلا انه لا يصل إلى الجودة المطلوبة والمرضية.

  • من أهم مشاكل الحوار هي (محاكاة للشخصيات) فالحوار لا يعكس ذكاء شخصية كونان ولا شخصيات أقل منه ذكاء.

فكلهم يتشابهون في طريقة الشرح وطرح الأسئلة والإجابة عليها والبدأ في نقاش وختامه وأختيار الكلمات وترتيب الجمل.. إلى آخره.

 

  • وهناك مشاكل مثل الثرثرة الموجودة على طول الأنيمي وكذلك الحوار الفليني؛ الذي هو نوع من الثرثرة يكون عبارة عن تكرار الشخصية للكلام الذي قالته شخصية أخرى لها ويكون مرافقًا لردة فعلها.

 

  • وهو غالبًا مأخوذ من المصدر دون مراجعة جدوى وجوده في الأنيمي.

مثال/ شخصية أ: هل سمعت بالخبر؟ زيد رسب في الأمتحان!

شخصية ب: زيد رسب في الأمتحان!

// لا بأس بإعادة ترتيب بعض الجمل من باب الدهشة وصعوبة التصديق؛ فهذا تصرف واقعي لكن، أن يكون بهذه المبالغة والتكرار على طول الأنيمي -لدرجة لا تكاد تخلو حلقة من هذا الحوار الفليني- أمر غير مقبول ويساهم في تضعيف مصداقية الحوار.

هذا الضعف وهذه المشاكل في الحوار محزن؛ فالأنيمي كان يحتاج إلى أعلى مستوى في الحوار؛ لتنوع أعمار الشخصيات وطبائعهم وحالاتهم النفسية وكثرة المجادلات والمد والجزر في الاستجوابات والاتهامات فيما بين الشخصيات.

  • عمومًا، بهذا القدر نكتفي بالتفصيل في الحوار

    وننتقل لنختم ركن (الأحداث) بعرض الإيجابيات والسلبيات:

1) الإيجابيات

  • سرد كثير من القضايا مرتب بوجود الهيكل القصصي الممتاز.
  • أفكار القضايا -وإن كان المستوى العام لها متذبذب- إلا أنها بشكل عام جيدة جدًا.
  • عدم وجود Fan-service.

ثانيًا: السلبيات

  • البداية -وفصلنا فيها
  • عدم وجود نهاية حقيقية للأنيمي -أو حتى نهاية إنتقالية.
  • لامنطقية في بعض الأحداث:

مثل كون الرجلان ذوي الملابس السود

بشكلهم الغريب والمريب لم يستجوبوا ولم يفتشوا أو حتى يسألوا عن أسمائهم!

وما شاء الله رجل يحمل حقيبة مريبة ومسدس. ورجل آخر يملك حبوب غريبة، يفلتان من التفتيش ويخرجان بعد القضية دون أي مشكلة!

أو بعبارة أخرى، من أي صنف من الحمقى من يحمل حقيبة مريبة ومسدس. وحبوب غريبة، ويدخل إلى مثل هذا المكان المكتظ بالناس والمفترض ان فيه حماية وتفتيش!

وماذا أذكر أيضًا ؟

  • هل أذكر الطريقة المفبركة للحاق شينتشي بأحد الرجلان ذوي الملابس السود ؟
  • ام أذكر ان رجل بالغ يضرب بقوة رأس رجل آخر بمضرب معدني ويصحوا هذا الأخير.

{بزمن يقدر بالمسافة التي أستغرقتها صديقته من مدينة الألعاب إلى منزلها ؟} فهل أذكره أيضًا ؟

  • أم أذكر ان رجل ( المخترع أغاسا – القضية الأولى والثانية) يفجر حائط بيته ولا يصيبه شيء ولا يوجد هناك ردة فعل منطقية لمن شاهد ما حصل؟
  • أم أذكر الطريقة المفبركة لعثور ران (القضية الثانية) على كونان المختبئ؟

هذا غيض من فيض من المشاكل المنتشرة على طول الأنيمي! كله بسبب “السؤال”.

عمومًا، نكتفي بهذا القدر في ركن (الأحداث)

  • ننتقل الآن إلى ركن (الشخصيات)

بحكم نوع الأنيمي، فإن الشخصيات تكون كثيرة.

وبالفعل، شخصيات أنيمي المتحري كونان كثيرة جدًا؛ فهناك تقريبًا 150 شخصية في هذا الموسم المكون من 28 حلقة!

  • لكن المفاجأة أن الشخصيات أغلبها مختلفة عن بعضها بشكل كبير وملحوظ جدًا! ويسعدني القول بأن ركن (الشخصيات) هو أحد أسباب إنقاذ منزل (الكتابة) في هذا الأنيمي من السقوط التام.
  • بحسب ما رأيت، فإن هذه الجودة أتت بإتحاد وتناغم ممتاز لمنزل (الكتابة) و (الإخراج) -وسأتحدث عن الآخير لاحقًا.

  • لكن الآن لنتحدث عن (الأسباب الكتابية) التي جعلت شخصيات أنيمي المتحري كونان مميزة ومختلفة عن بعضها البعض:
  1. تراكيب الشخصيات: فهناك تنوع كبير في اعمار الشخصيات وصفاتها وطبائعها.
  2. علاقات الشخصيات: وهي قسمين: علاقات الشخصيات الرئيسية و علاقات شخصيات القضايا.

وكلاهما مميز، وإن سألتني: وكيف أعرف أن علاقات الشخصيات مميزة ام غير مميزة ؟

والإجابة تكون بأن العلاقات المميزة هي العلاقات الحية. وتتحقق بوجود شروط عدة أهمها:

• إبراز العلاقات لأبعاد الشخصيات، صفاتهم، حسناتهم وعيوبهم..إلى آخره.

  • الأثر الذي تحدثه هذه العلاقات.

    // إن كنت تُظهر علاقتهم من خلال جدال، فما هي قيمة هذا الجدال في الأحداث ؟ وإن كانت محادثات، فما هي قيمتها وماذا ستغير ؟

{العلاقات التي لا قيمة حقيقية لها في الأحداث ليست علاقات جيدة}

  • عمومًا، وعلى الرغم من كل ذلك، توجد مشاكل عدة في بعض الشخصيات وتتجسد في نقاط منها:

1) مشاكل في بعض التراكيب لبعض الشخصيات: كشخصية متحرينا الشاب -شينتشي الكبير-

فلشخصية شينتشي هزلية وإغترار بالنفس وهذا يضعف مصداقية كونه متحرٍ ذكي واجه الكثير من التجارب بحله للقضايا.

وبالنسبة لعمره الصغير -الذي يضعّف المصداقية أكثر- كان من الأفضل للكاتب جعله بعمر مطابق لهيئة ظهر فيها بأحدى القضايا.

أتخاذ الكاتب لقراره بجعل الشخصيات صغيرة العمر، جعلها لا تختلف عن شخصيات من اعمال أنيمي تافهة موجهة للأوتاكوز.

للأسف هذا ما رأيته من شخصية شينتشي (الكبير)

فلا أراه يختلف عن أي بطل مراهق في أي أنيمي تافه موجه للأوتاكوز.

 

بالنسبة لشخصية كونان -فالبرغم من أنهما واحد- لكني رأيت المشكلة غير موجودة فيه لعدة أسباب منها:

  • محاولة تقمص دور الطفل أكسبت الهزلية أسلوب مزيف واضح للمشاهد عما كان يفعله شينتشي (الكبير) الذي كان واضحًا فيه صفة الهزلية.

 

  • كونه طفل وجّه ردات الفعل التي تتصف بالغرور أن تكون نابعة من تجربة عيش جديدة -العيش كطفل- وليست صفة من شخصيته الحقيقية.

2) تأثير هيكل القصة على بعض الشخصيات: كشخصية موري التي أضعفت مصداقيتها كثيرًا فكرة (التنويم) الغبية.

وكذلك توجد شخصية المخترع أغاسا.

3) المشاكل والنقوص في الحوار أضعفت مصداقية الشخصيات ودقة نسجها.

4) عدم منطقية في بعض الأفعال لبعض الشخصيات: كشخصية ران وشخصيات أخرى في بعض القضايا -كالقضية العاشرة- ففيها تتصرف الشخصيات -وخصوصًا ران- بشكل مغاير لماهيتها.

وتضعف ردات الفعل العاطفية بشكل كبير جدًا وتصبح لا منطقية.

5) ضعف بعض الأحداث يؤثر على مصداقية الشخصيات ودقة نسجها: كالمشهد الذي ظهر في نهاية القضية السابعة

هذا المشهد العجيب أُعطيه جائزة أسوء مشهد في الموسم الأول لأنيمي المتحري كونان بلا منافسة.

 

وهنا أود أن أتطرق لمشكلة أخرى وهي لا منطقية بعض الأدوات التي أخترعها (أغاسا) ولست أقصد هنا أختراعه لها فهذا الأمر تطرقنا إليه سابقًا.

لكن، هناك مشاكل في هذه الأدوات نفسها.

فأدوات مثل: (الساعة) و (ربطة العنق) و (الحذاء) فيها ضعف في مصداقية طريقة عملها خصوصًا ربطة العنق!

في البداية كانت طريقة عملها أفضل، مثال واضح على ذلك هو في القضية الثالثة:

 

  • بعد ذلك، تغيرت طريقة عمل هذه الأداة. فأصبحت تقلد كافة الأصوات وبشكل لا يختلف عن الشخصية نفسها!

6) تطور بعض الشخصيات شبه معدوم: وللأسف تقع في هذه المشكلة جميع الشخصيات الرئيسية.

وهذه المشكلة ناتجة من المشاكل السابقة مثل:

  • شلل في حركة عجلة القصة.
  • التسلسل الزمني المضروب. وسأفصل فيه الآن:

  • لنفهم هذه المشكلة لنستعرض بعض الثوابت الكتابية:

كل قصة يوجد لها زمن لحدوثها (تاريخ)

كل قصة لها مدة زمنية معينة.

مثال/ قصة A تحدث في القرن الثامن عشر استمرت هذه القصة لسنتين حتى أنتهت.

القرن الثامن عشر يمثل (التاريخ) والسنتين تمثل (المدة الزمنية) في هذا التاريخ.

  • هل الكاتب سيعرض لك كل ما حدث في هذه السنتين؟ بالطبع لا. هو سيختار أهم الأحداث التي تخدم قصته.

لدينا في هذه السنتين مجموعة من القفزات الزمنية ضمن هذا التسلسل الزمني لذا فإن على الكاتب أن يبينه وأن لا يخفيه أو أن يجعله ضبابي.

بالنسبة للأنيمي المتحري كونان، فلم يكن التسلسل الزمني ضبابيًا فقط بل كان مضروبًا.

ففي القضية العشرون كان التسلسل الزمني بأن كونان قابل الأطفال الثلاثة لأول مرة والدليل أن بعض الشخصيات -كالطفل غينتا-

كان في البداية عنيف ويتنمر على غيره وبعدها فجأة أصبح طيب القلب ويميل للعباطة!

في القضية العشرون كان في شخصيته الأولى العنيفة ويبدو على الأحداث أنها بعد دخول كونان المدرسة الأبتدائية!

فما هذا التسلسل الزمني الذي يجعل القضية العشرون تتحدث عن أحداث المفترض أنها في بداية الأنيمي! دون توضيح لسبب حدوث ذلك!

هذه هي أهم المشاكل وعليها نرى أن (شخصيات القضايا) أفضل بشكل واضح من (الشخصيات الرئيسية)

وبهذا القدر نكتفي بركن (الشخصيات)

وننتهي بذلك من الحديث عن منزل (الكتابة) ومشاكله الكثيرة لنرتاح قليلًا وننتقل للحديث عن: الإخراج.

لنبدأ بـ (تصميم الشخصيات) ولنقسمه إلى عدة أقسام:

1) الرأس: يوجد تنوع كبير في أشكال وأحجام رؤوس الشخصيات بشكل متوافق مع أعمارها. وكذلك في تسريحات الشعر. لكن بجودة أقل من ناحية توافقها مع الشخصيات.

كيف أقل من ناحية التوافق ؟

ج/ تسريحات الشعر لا تعكس بشكل كافي معنى فني معين أو إنعكاس لأبعاد الشخصية نفسها.

مثال على شخصيات جيدة في ذلك:

2) عناصر الوجه: هناك تنوع كبير ورائع في أشكال حواجب وأنوف الشخصيات وكذلك بالنسبة للشوارب واللحى.

ولكن يوجد تقصير مؤسف في أشكال العيون والأفواه وجودتها؛ فليست بمستوى البقية.

3) أجساد الشخصيات: وهنا وجدت تذبذب في الجودة؛ فأطوال الشخصيات ممتازة -فيما عدا بعض الشخصيات تدخل في نطاق التكرار السلبي-

بالنسبة لطريقة الوقوف والمشي والحركة: فأجدها متواضعة؛ فليس هناك حضور قوي لهم -ربما لضعف الرسم المتحرك-

وتوجد مشكلة بسبب أرتداء الكثير من الشخصيات لنفس الزي وهي: صعوبة التفريق بين جسد شخصية وأخرى.

كان الأفضل دعم ذلك بتنويع أوزان الشخصيات الفعلية وأشكال أكتافهم وطريقة وقوفهم أو حتى طول الأذرع وطريقة لبس الأزياء نفسها.

4) الألوان: وهي بمستوى متواضع وذلك لسببين:

  • الأول: هي غير متنوعة ولا جذابة.

    // فتجد نفسك لا تهتم كثيرًا لها ولا تنجذب عينك لمشاهدتها. وهذا يشمل الشخصيات والخلفيات.

بالنسبة للخلفيات في الغروب والليل: فهي تتحسن بشكل كبير -رغم إن المخرج يستغل الليل ليتهرب من رسم تفاصيل الخلفيات-

لكن بشكل عام هي أفضل بشكل كبير من الألوان في النهار.

  • الثاني: تأثر الألوان بـ(الوقت) و(الطقس) و(الإضاءة) متواضع. مثال -من أنيمي آخر- على تأثير ممتاز للإضاءة على ألوان الشخصية:

هناك أيضًا ميزة ومشكلة سأختم بهما الحديث عن (تصميم الشخصيات) الميزة هي: أن تصاميم الشخصيات موزونة من ناحية (نسب جمال الشخصيات).

فلا يتم أختيار نسب الجمال بشكل عشوائي أو يتم المبالغة فيها -مثل اعمال الأنيمي الحديثة.

بل يتم تحديد نسبة الجمال لكل شخصية على حدى، { فلا يتم تجميل -الطيب- لأنه كذلك ولا يتم تقبيح -الخبيث- لأنه كذلك بل هناك طيبون في تدرجات جمال مختلفة

وهناك خبثاء في تدرجات جمال مختلفة، وهذا هو المستوى الأحترافي الذي قلما تجد عملًا يصل إليه.

هذا بالنسبة إلى الميزة.

  • ننتقل إلى المشكلة وهي: (عدم ثبات التصاميم)

سبق وأن كتبت منذ أشهر -أقتباسًا من موضوع ياباني- عن أشهر المشرفين الذين عملوا في هذا الأنيمي وأختلاف أساليبهم في رسم الشخصيات وتأثير بعضهم الذي وصل إلى الرسم المتحرك نفسه.

لكني في وقت العمل على هذا التحليل، فكرت في صحة هذا الفعل من جانب فنّي -حسب خبرتي الحالية-

ووجدت التالي:

  • أختلاف أساليب رسم الشخصيات في هذا الأنيمي لم يكن نتيجة حاجة لذلك بل مجرد أستعراض أو توزيع للأدوار ما بين فريق العمل.

    وهذا غير صحيح. لا يجب أن يتم العبث في رسوم الأنيمي بهذا الشكل.

  • من المفترض أن كل أنيمي له منهج معين في رسم الشخصيات. ومنهج آخر في الرسم المتحرك وكل ذلك تحت إدارة المخرج. ليس من الصواب أن يدع المخرج فريق العمل يستعرضوا ويتبادلوا الأدوار حلقة بعد أخرى وتتلون كل حلقة بلون مختلف!

  • إن كان المخرج يريد مخالفة المنهج -الذي وضعه بنفسه- يجب أن يكون ذلك في سياق قصير؛ بأن يكون حدث أو حدثين وفي مناسبات خاصة -حلقة كاملة-

وكل هذه القرارات يجب أن تكون نابعة من إعطاء الحدث أو الحلقة معنى مميز يدعمها وليس للعبث.

  • نكتفي بهذا القدر في الحديث عن (تصميم الشخصيات) وننتقل للتكلم عن (الرسم العام)

رسم الشخصيات متذبذب

عند لقطات الـClose-up يكون في أفضل حالاته. أما إذا أبتعدت الكاميرا -في أغلب الأحيان- تضعف الجودة بشكل ملحوظ جدًا.

 

بالنسبة لرسم الحركة: فهو شبه ميت.

فيما عدا بعض القضايا -وبشكل مفاجئ- تكون بجودة جيدة جدًا.

  • الخلفيات: وهي نوعين، داخلية وخارجية.

الخلفيات الخارجية:

عالم القصة: فارغ وغير ثابت المعالم.

لتوضيح هذه النقطة لنأخذ مثال:

هذا الشارع الخاص بمكتب موري

// لاحظ كيف يتغير على طول القضايا!

هذا يدل على خلل جذري في خلفيات هذا الأنيمي.

الخلفيات الداخلية: وهي بغاية الأهمية. وكانت تحتاج إلى أهتمام شديد. لكن للأسف، لم يحدث ذلك.

الخلفيات سيئة بشكل مخجل! وخصوصًا أختيارات الألوان! شاهد هذا المثال لما ينبغي أن يكون (مسرح الجريمة)

على العموم، نكتفي بهذا القدر في ركن (الرسم العام) ولنستريح قليلًا بالتكلم عن ركن (الأداء الصوتي – الإدماج)

  • وهو من أفضل أركان هذا الأنيمي.

جميع الشخصيات تم أختيار ممثل الصوت لها بدقة منقطعة النظير. فعلًا المسؤول عن ذلك يستحق كل الأحترام والتقدير.

من شدة إبداع أختيار ممثلي الصوت، أنه ليس مناسب للشخصيات وحسب، بل هي أختيارات أحترافية.

ممثلي الصوت محترفون في عملهم. ويمتلكون خامات صوت مميزة جدًا. والكثير منهم من المشهورين في عالم الأنيمي.

وهذه بعض الأمثلة التي تدل على تميّز هذا الأنيمي من ناحية الأداء الصوتي:

  • وهذا مثال لأداء ممثلة الصوت (Yayoi Mitzuki) لشخصية “ماميغاكي تايكو” من القضية الحادية والعشرون:

والآن ننتقل للحديث عن (الكاميرا)

أختيارات زوايا الكاميرا في كثير من الأحيان صحيحة؛ فهي تأخذ وضع Close-up على الشخصيات لنتعرف على تعابير وجهها وردود أفعالها.

لكنها للأسف تخرج عن هذا النهج في العديد من اللقطات! وبشكل غير مسوغ -ولا يحتاجه السيناريو- تأخذ وضع بعيد عن الشخصيات.

وبهذا فإن زوايا الكاميرا لا تخدم السيناريو بشكل كافي. نكتفي بهذا القدر وننتقل إلى الركن الأخير (الموسيقى).

وسنقسم هذا الركن إلى:

1) الموسيقى الإخراجية: وهي بديعة. وتدعم الأحداث بشكل كبير؛ بتفخيم المشاعر المراد توجيهها من خلال السيناريو.

ومن أفضل الأمثلة على ذلك هي: موسيقى حدوث الجريمة؛ فهي تحاكي صوت (صفارات الإنذار) التي تنذر بحدوث أمر فضيع!

2) المؤثرات الصوتية: وهي بشكل عام ليس لها حضور مؤثر إلا في مشاهد الكوميديا فهي جيدة هناك.

3) الأغاني: لدينا أغنية البداية وأغاني أخرى في بعض القضايا، وللأسف هي وبدون أستثناء غير جيدة أبدًا؛ فليست كلماتها لها علاقة بالأنيمي وفكرته وليس لها موسيقى ولحن جذابين!

  • الخلاصة:

رغم تسونامي المشاكل الذي ضرب كيان الأنيمي بسبب الضعف الشديد في هيكل القصة، إلا أن بعض الأمتيازات الكتابية والدعم الكبير في عدة أركان إخراجية، أنقذت الأنيمي من السقوط.

لا يزال (المتحري كونان – الموسم الأول) بعد كل ما ذكر في هذا التحليل، أنيمي يستحق المشاهدة.

هذا ما كان لدي في هذا التحليل.

وددت التفصيل أكثر في بعض المواضع، لكن كما رأيت، الموضوع لا يتحمّل الإطالة أكثر وإلا لن يكون مناسبًا كمحتوى مكتوب.