فصاحة اللسان و اهميتها من خلال هذه القصة الطريفة

Nice Topic 31 يوليو، 2022

فصاحة اللسان من الصفات التي يتمتع بها العرب و كانوا يتبارون و يتحدون بعضهم في قول الشعر لمعرفة من الافصح لساناً و في قصتنا هذه كانت الفصاحة السبب في نجاة 3شباب من الموت

فصاحة اللسان انقذت الشبان ال3

فرض الحجاج بن يوسف الثقفي حظر تجول في بغداد وأي شخص يخالف الحظر ويخرج من منزله يقتل مباشرةً ،

فخرج ثلاثة شبان من منزلهم فتم القبض عليهم لكن بدل أن يقتلهم الحجاج أنبهر منهم ومدحهم وكافأهم أيضًا !! فماذا حدث؟

فصاحة اللسان

لمحة عن الحجاج

الحجاج بن يوسف الثقفي هو شخص يكاد لا يخفى على أحد وسيرته معروفه عند الاغلب خاصة عندما يتعلق الامر بالصرامة والحنكه والحزم والشدة

واذا قال كلمة لا تُكسر مهما كان ومن يعصى أوامره فأن السيف جاهز لقص رقبته فهذه سياسة الحجاج التي عُرفت عنه .

وبعض قرارات الحجاج كانت غريبة ولا يوجد لها اسباب منطقية,

ففي مرة من المرات فرض حظر التجول ليلًا في بغداد وأمر الجنود بأن يضربوا عنق أي شخص يكسر الحظر ، ومن يخالف الحظر يعتبر خالف أوامر الخليفه فيجب قتله .

وهذه أحد الصفات التي كان يمتاز بها الحجاج وهي الصرامة والقسوة فهو ليس من النوع الذي يفرض عقوبات بسيطة أو تأديبية على من يكسر أوامره فدائماً كسر أوامر الحجاج تكون عواقبها شديدة للغاية .

القبض على الشبان الثلاثة

وبعد أن فرض حظر التجول وأمر جنوده بقتل أي شخص يخرج ليلًا،

تفاجأ الجنود بخروج ثلاث شبان بكل ثقة ويمرون من بين الحرس وضاربين بحظر التجول عرض الحائط فأستغرب الحرس كيف بهؤلاء أن يكسروا أوامر الحجاج ولم يخافوا من القتل !

فتم إلقاء القبض عليهم سريعًا لكن الشبان الثلاثة تصرفوا سريعًا وقالوا للحرس بلهجة تملأها الثقة ألا تعلمون من نحن ؟

ألا تعلمون بمن تمسكون ؟ فخاف الحرس أن يقتلوهم وسألوهم من انتم ؟

فوقف الأول وبكل ثقة وقال :

أنا ابن الذي دانت الرقاب له

ما بين مخـزومها وهاشــمها

تأتي إليه الرقـاب صاغــرة

يأخذ من مـــالها ومن دمها ..

فخافوا الحرس وظنوا أنه ابن أمير المؤمنين أو من اقارب الحجاج .

ولم ينتظر الثاني كثيرًا حتى قام وقال :

أنا ابن الـذي لا ينزل الدهر قدره

وإن نزلت يـــوماً فـسوف تعودُ

ترى الناس أفواجاً إلى ضـوء ناره

فمنهم قيام حولـــها وقــعـودُ

فخافوا أكثر وقالوا لعله أحد أبناء أجود العرب فأن قتلناه وقعنا بمشكلة كبيرة

ووقف الثالث وبنظره تملأها الثقة قال :

أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه

وقوّمها بالسـيف حتى استقامتِ

ركاباه لا تنفك رجلاه عنـــهما

إذا الخيل في يوم الكـــريهة ولّتِ

فنظروا الحرس ببعض وقالوا لعل هذا إبن اشجع فرسان العرب .

فوصل أمر هؤلاء الثلاثة لكبير الحرس فقرر حبسهم حتى الصباح ليعرضهم على الحجاج فينظر في أمرهم بنفسه ويصدر قراره بهم ويعرف أبناء من هم  وبالفعل جاء الصباح وتم عرضهم على الحجاج فسألهم من أنتم؟

محاكمة الحجاج للشبان

  • فقال الاول للحجاج مثل ماقال للحرس :

أنا ابن الذي دانت الرقاب له ما بين مخـزومها وهاشــمها تأتي إليه الرقـاب صاغــرة يأخذ من مـــالها ومن دمها

واتضح إنه ابن الحلاق

  • وقال الثاني :

أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره وإن نزلت يـوماً فـسوف تعودُ ترى الناس أفواجاً إلى ضـوء ناره

فمنهم قيام حولـــها وقــعـودُ..

وإتضح انه ابن الفوال الذي يبيع الفول

  • وقال الثالث :

أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه وقوّمها بالسـيف حتى استقامتِ ركاباه لا تنفك رجلاه عنـــهما إذا الخيل في يوم الكـــريهة ولّتِ..

واتضح انه ابن الخياط الذي يصنع الزرابي

فصاحة اللسان

فأبتسم الحجاج وتعجب من فصاحتهم وقال مقولته الشهيرة ( علموا اولادكم الادب فوالله لولا فصاحتهم لضربت اعناقهم ) .

وكافأهم على فاصحتهم، وتعهدوا له أن لا يكسروا الحظر مرة أخرى

ملاحظة

هذه القصة اختلف حولها الرواة فمنهم من أنكرها تمامًا ومنهم من كذب بعضها ومنهم من أتفق عليها وهم الغالبية

وفي كتاب بهجة المجالس وانس المجالس وكتاب الحجاج بن يوسف تم ذكر القصة انها بالكوفة وهي غالبًا الاصح كون بغداد تأسست بعد الحجاج لذا جرى التنويه .