غزوة مؤتة احداثها و اهم 12 من الصحابة الذين استشهدوا فيها

Nice Topic 31 يوليو، 2022

جرت غزوة مؤتة في بلدة مؤتة بالاردن بين المسلمين من جهة  و الروم  والغساسنة من جهة اخرى وهنا نتعرف معاً على باقي التفاصيل

غزوة مؤتة

غزوة مؤتة أو سرية مؤتة جرت الغزوة في جمادى الأول عام ٨هـ بسبب قتل الصحابي الحارث بن عمير الأزدي رسول النبي محمد إلى ملك بصرى

على يد شرحبيل بن عمرو بن جبلة الغساني والي البلقاء الواقع تحت الحماية الرومانية؛إذ أوثقه رباطاً وقدمه فضرب عنقه

غزوة مؤتة

بعث النبي محمد ﷺ الحارث بن عمير الأزدي بكتابه إلى عظيم بصرى فعرض له شرحْبيل بن عمرو الغساني ـ وكان عاملاً على البلقاء من أرض الشام من قبل قيصر ـ فأوثقه رباطاً ثم قدمه فضرب عنقه.

وكان قتل السفراء والرسل من أشنع الجرائم يساوي بل يزيد على إعلان حالة الحرب

فاشتد ذلك على النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين نقلت إليه الأخبار فجهز إليهم جيشاً قوامه ثلاثة آلاف مقاتل وهو أكبر جيش إسلامي لم يجتمع مثله قبل ذلك إلا في غزوة الخندق.

 الامراء الشهداء

أمر الرسول ﷺ على هذا البعث زيد بن حارثة وقال(إن قُتل زيد فجعفر وإن قُتل جعفر فعبد الله بن رواحة) وعقد لهم لواء أبيضاً ودفعه إلى زيد بن حارثة

وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم وقاتلوهم

وقال لهم(اغزوا بسم الله في سبيل الله مَنْ كفر بالله لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا كبيراً فانياً ولا منعزلاً بصومعة ولا تقطعوا نخلاً ولا شجرة ولا تهدموا بناء)

وقد خرجت نساء المسلمين لتوديع أزواجهن وهن يقولون ((ردكم الله إلينا صابرين))

عند مدينة مؤتة توقف المسلمون، وكان عددهم ثلاثةآلاف وعدد الغسانين والروم مئتا ألف. اختار المسلمون بقيادةزيد بن حارثةالهجوم على المشركين

وتم الهجوم بعد صلاةالفجر وكان اليوم الأول هجوماًً قويا في صالح المسلمين لأن الروم والغساسنةلم يتوقعوا من جيش صغيرالبدء بالهجوم

وفي اليوم الثاني بادرالمسلمون أيضاً بالهجوم وكان من صالح المسلمين وقتل كثير من الروم وحلفائهم أمافي اليوم الثالث فقدبادر الروم بالهجوم

وكان أصعب وأقوى الأيام وفيه استشهد زيد بن حارثةوجعفر بن أبي طالب و عبد الله بن رواحه واختار المسلمون خالدا بن الوليد قائدا لهم

 بكاء عبدالله بن رواحه

ولما تهيئ الجيش الإسلامي للخروج حضر الناس، وودعوا أمراء الرسول ﷺ وسلموا عليهم وحينئذ بكى أحد أمراء الجيش ـ عبد الله بن رواحة ـ فقالوا: ما يبكيك؟ فقال: أما والله ما بي حب الدنياولا صبابة بكم ولكني سمعت رسول الله

يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (سورة مريم) فلست أدري كيف لي بالصدور بعد الورود؟

فقال المسلمون:صحبكم الله بالسلامة،ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين غانمين

فقال عبد الله بن رواحة

لكننـي أسـأل الرحمن مغفــرةوضربـة ذات فرع تقذف الزبـدا أو طعنـة بيـدي حـران مجـهزة بحربة تنفذ الأحشـاء والكبـداحتى يقـال إذا مروا على جدثيأرشـده الله مـن غـاز وقد رشـدا

 الجيش يبدأ التحرك

تحرك الجيش الإسلامي في اتجاه الشمال حتى نزل مَعَان من أرض الشام مما يلي الحجاز الشمالي وحينئذ نقلت إليهم الاستخبارات بأن هرقل نازل بمآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم،

وانضم إليهم من لَخْم وجُذَام وبَلْقَيْن وبَهْرَاء وبَلِي مائة ألف

لم يكن المسلمون أدخلوا في حسابهم لقاء مثل هذا الجيش العرمرم ـ الذي بوغتوا به في هذه الأرض البعيدة ـ وهل يهجم جيش صغير قوامه ثلاثة آلاف مقاتل فحسب على جيش كبير عرمرم مثل البحر الخضم قوامه مائتا ألف مقاتل؟

حار المسلمون وأقاموا في مَعَان ليلتين يفكرون في أمرهم

وينظرون ويتشاورون ثم قالوا: نكتب إلى رسول الله فنخبره بعدد عدونا فإما أن يمدنا بالرجال وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له.

ولكن عبد الله بن رواحة عارض هذا الرأي وشجع الناس، قائلاً: يا قوم والله إن التي تكرهون لَلَّتِي خرجتم تطلبون الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما النصر وإما شهادة.

وأخيراً استقر الرأي على ما دعا إليه عبد الله بن رواحة.

وحينئذ بعد أن قضى الجيش الإسلامي ليلتين في معان تحركوا إلى أرض العدو حتى لقيتهم جموع هرقل

بقرية من قرى البلقاء يقال لها “َشَارِف” ثم دنا العدو وانحاز المسلمون إلى مؤتة فعسكروا هناك وتعبأوا للقتال فجعلوا على ميمنتهم قُطْبَة بن قتادة العُذْرِي وعلى الميسرة عبادة بن مالك الأنصاري.

 بداية المعركة

  • بدء القتال وتناوب القادة

    وهناك في مؤتة التقى الفريقان وبدأ القتال المرير ثلاثة آلاف رجل يواجهون هجمات مائتي ألف مقاتل. أخذ الراية زيد بن حارثة وجعل يقاتل بضراوة بالغة فلم يزل يقاتل حتى شاط في رماح القوم وخر صريعاً.

 

  • وحينئذ أخذ الراية جعفر بن أبي طالب وطفق يقاتل قتالاً منقطع النظير حتى إذا أرهقه القتال اقتحم عن فرسه الشقراء فعقرها ثم قاتل حتى قطعت يمينه فأخذ الراية بشماله ولم يزل بها حتى قطعت شماله فاحتضنها بعضديه فلم يزل رافعاً إياها حتى قتل.

  • يقال إن رومياً ضربه ضربةً قطعته نصفين وأثابه الله بجناحيه جناحين في الجنة يطير بهما حيث يشاء، ولذلك سمي بجعفر الطيار، وبجعفر ذي الجناحين.

    روى البخاري عن نافع أن ابن عمر أخبره أنه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل فعددت به خمسين بين طعنة وضربة ليس منها شيء في دبره يعني ظهره

  • وفي رواية أخرى قال ابن عمر: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية. وفي رواية العمري عن نافع زيادة فوجدنا ذلك فيما أقبل من جسده.

    ولما قتل جعفر بعد أن قاتل بمثل هذه الضراوة والبسالة

  • أخذ الراية عبد الله بن رواحة،وتقدم بها وهو على فرسه فجعل يستنزل نفسه ويتردد بعض التردد حتى حاد حيدة ثم قال:

    أقسمت يا نفس لتنزلنهإن أجلب الناس وشدوا الرنةكارهة أو لتطاوعنهمالي أراك تكرهين الجنة

    ثم نزل فأتاه ابن عم له بعَرْق من لحم

  • فقال شد بهذا صلبك فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت فأخذه من يده فانتهس منه نَهْسَة ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل.

الراية إلى سيف الله

  • وحينئذ تقدم رجل من بني عَجْلان ـ اسمه ثابت بن أقرم ـ فأخذ الراية وقال: يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم، قالوا: أنت. قال: ما أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية قاتل قتالاً مريراً فقد روى البخاري عن خالد بن الوليد

  • قال: لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية. وفي لفظ آخر: لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، وصبرت في يدي صفيحة لي يمانية. البخاري وقد قال النبي يوم مؤتة ـ مخبراً بالوحي قبل أن يأتي إلى الناس الخبر من ساحة القتال:

  • (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب ـ وعيناه تذرفان ـ حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم). البخاري (2/611)

نهاية المعركة

  • وكان مستغرباً جداً أن ينجح هذا الجيش الصغير في الصمود أمام ذلك الجيش الكبير من الروم، ففي ذلك الوقت أظهر خالد بن الوليد مهارته في تخليص المسلمين مما لقوه في تلك المعركة.

    واختلفت الروايات كثيراً فيما آل إليه أمر هذه المعركة أخيراً.

  • ويظهر بعد النظر في جميع الروايات أن خالدا بن الوليد نجح في الصمود أمام جيش الرومان طول النهار في أول يوم من القتال. وكان يشعر بمسيس الحاجة إلى مكيدة حربية تلقي الرعب في قلوب الرومان حتى ينجح في الانحياز بالمسلمين من غير أن يقوم الرومان بحركات المطاردة

  • فقد كـان يعرف جيداً أن الإفلات من براثنهم صعب جداً لو انكشف المسلمون، وقام الرومان بالمطاردة.

    فلما أصبح اليوم الثاني اعتمد خالد بن الوليد في خطته على الحرب النفسية حيث أمر عددا من الفرسان بإثارة الغبار خلف الجيش و أن تعلو أصواتهم بالتكبير والتهليل

  • و قام كذلك بتبديل الرايات وغير أوضاع الجيش وعبأه من جديد فجعل مقدمته ساقة، وميمنته ميسرة وهكذا دواليك فلما رآهم الأعداء أنكروا حالهم وقالوا: جاءهم مدد، فرعبوا وسار خالد ـ بعد أن تراءى الجيشان وهجم على الروم وقاتل حتى وصلوا إلى خيمة قائد الروم

  • ثم أمر خالد بانسحاب الجيش بطريقة منظمة ـ وأخذ يتأخر بالمسلمين قليلاً قليلاً مع حفظ نظام جيشه ولم يتبعهم الرومان ظناً منهم أن المسلمين يخدعونهم ويحاولون القيام بمكيدة ترمي بهم في الصحراء ولم يتبعوا خالداً في انسحابه. وهكذا انحاز العدو إلى بلاده
  • ولم يفكر في القيام بمطاردة المسلمين ونجح المسلمون في الانحياز سالمين حتى عادوا إلى المدينة.

    استشهد يومئذ من المسلمين اثنا عشر رجلاً، أما الرومان فقتل منهم ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمسون رجل.

 العوةه الي المدينة

  • قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير، قال لما دنوا من حول المدينة تلقاهم الرسول والمسلمون قال ولقيهم الصبيان يشتدون والرسول مقبل مع القوم على دابة فقال «خذوا الصبيان فاحملوهم وأعطوني ابن جعفر. فأتى بعبد الله فأخذه فحمله بين يديه.

  • قال وجعل الناس يحثون على الجيش التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله، قال فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله»

    قال ابن إسحاق:وحدثني عبد الله بن أبي بكر عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن بعض آل الحارث بن هشام

  • وهم أخواله، عن أم سلمة زوج النبي قال: قالت أم سلمة لامرأة سلمة بن هشام بن العاص بن المغيرة 《مالي لا أرى سلمة يحضر الصلاة مع رسول الله ومع المسلمين؟ قالت والله ما يستطيع أن يخرج كلما خرج صاح به الناس يا فرار فررتم في سبيل الله حتى قعد في بيته فما يخرج》

 نتائج المعركة

  •  وهذه المعركة وإن لم يحصل المسلمون بها على الثأر، الذي عانوا مرارتها لأجله لكنها كانت كبيرة الأثر لسمعة المسلمين إنها ألقت العرب كلها في الدهشة والحيرة فقد كانت الرومان أكبر وأعظم قوة على وجه الأرض فكان لقاء هذا الجيش الصغير ـ ثلاثة آلاف مقاتل ـ
  • مع ذلك الجيش الكبير ـ مائتا ألف مقاتل ـ ثم الرجوع عن الغزو من غير أن تلحق به خسارة تذكر يعد غريباً.

    وكانت هذه المعركة بداية اللقاء الدامي مع الرومان فكانت توطئة وتمهيداً لفتوح البلدان الرومانية وفتح المسلمين الأراضي البعيدة النائية.

 شهداء المعركة

  1. زيد بن حارثة
  2. جعفربن أبي طالب
  3. الله بن رواحة
  4. مسعودبن الأسود
  5. وهب بن سعد
  6. عباد بن قيس
  7. عمرو بن سعد
  8. الحارث بن النعمان بن إساف
  9. سراقة بن عمرو
  10. أبو كليب بن عمرو
  11. جابر بن أبي صعصعة
  12. عامر بن سعد

غزوة مؤتة