من هو غالب بن صعصعة و ما هي اشهر قصصه ؟

Nice Topic 23 أغسطس، 2022
من هو غالب بن صعصعة و ما هي اشهر قصصه ؟

بالامس فقط عرفت الفرق بين النسب و الحسب، و بالامس فقط عرفت قصة صعصه ابن ناجيه وقصة ابنه غالب، و بعدها تشكل عندي مفهوم السبب في الهياط والاسراف اللي نشوفه بين كل فترة وفترة عند بعض الناس.

هذا المقال بتكلم فيه عن كل ما ذكرته بالاعلى.

محتوى الموضوع

ما المقصود بالنسب و الحسب ؟

بداية قصة صعصعه ابن ناجية

كيف انتهى وأد البنات بذلك الوقت ؟

قصة غالب ابن لصعصعه

الخطة الخبيثة لفضيحة غالب

ماذا فعل غالب بعد سماع مخطط احد رجال سحيم ؟

عودة غالب لوالده صعصعة ليساعده

ماذا فعل بعد انتهاء مناسك الحج ؟

الفرق بين الكرم و السفه

ما المقصود بالنسب و الحسب ؟

النسب: من هم خوالك ومن هم اعمامك ومن هم اجدادك

بمعنى ادق الانتساب لقبيلة.. او للاشراف احفاد الرسول عليه الصلاة والسلام

الحسب: ما فعله اجدادك وعمامك واخوالك “الافعال الحسنه”

قد تنتمي لنسب عادي ومتواضع

لكنك بفعلك تقدر ان تكون صاحب حسب

ولذلك الحسب يكون مقدم وافضل من النسب .. لأنه ليس للناس حاجة في من هم اجدادك ولكن للناس حاجه في رؤية افعالك الحسنه وافعال ابائك واعمامك التي تستحق الفخر والاشادة مثل: الكرم والنخوة والشجاعة وبقية الافعال الحسنة والايجابية.

 

بداية قصة صعصعه ابن ناجية

بعد ما عرفنا الفرق بين الحسب والنسب

نأتي الان لمعرفة قصة عظيمة من اجمل قصص العرب .. وأفضل قصة تشرح معنى كيف تكون ذو “حسب”

القصة حدثت في عهد ما قبل الاسلام

صعصعه ابن ناجية من بني تميم .. رجل معروف بكرمه وطيب افعاله، اضاع في احد الايام ناقتين وخرج يبحث عن النياق حتى حل المساء في طريق عودته لداره شاهد نار توقد .. وبعد مدة تطفى وبعدها توقد ثم تطفى

ذهب الى ذلك المكان ليسأل الموجودين فيه عن نياقه عندما وصل وجد رجل كبير بالسن .. وكان بالمنطقه الاخرى من الخيمة امرأتين يساعدون امرأته الحامل على الولادة.

سأل صعصعه ذلك الرجل عن نياقه ف أجاب بأن النياق لديه في اثناء حديثهم تمت الولادة

كان الرجل متضايق من ذلك المولود لانه لا يستطيع اعالته بسبب فقره

فقال للنساء “ان كان المولد ذكر ف والله انها مصيبة .. وان كانت بنت .. فالوأد مصيرها”

الوأد كان في زمن ما قبل الاسلام .. وهو دفن المولودة “حيه” يعني يتم حفر قبر لها ويتم دفنها وهي حيه

لما سمع صعصعه ذلك الكلام تضايق وقال له لا تفعل ذلك

قال الرجل “اذا كنت تشفق عليها فأشترها مني اذاً”

قال صعصعه :سوف اشتريها منك بالناقتين التي لديك .. ولكن سوف ابقي بنتك عندك .. بشرط ان توعدني أنك سوف تحسن اليها

الرجل الحقير طمع وقال : ثمن بنتي “الناقتين + البعير التي اتيت عليه”

وافق صعصعه واعطاه البعير الذي يملكه وعاد الى داره مشياً على الاقدام وفي طريق عودته كان صعصعه يشعر بالفخر لما فعله، ثم قطع وعداً على نفسه بأنه لن يسمح ب وأد أي مولودة .. حتى لو كلفه ذلك خسارة جميع ما يملك من الابل.

كيف انتهى وأد البنات بذلك الوقت ؟

اصبح صعصعة يدفع ثلاثة من الابل لكل شخص لديه مولودة يريد وأدها

استمر صعصعه بالدفع الى ان نزل قوله ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيراً )

ويقال بأن عدد المولودات اللواتي نجوا من الوأد ما يقارب 300 مولودة

وكله بفضل الله ثم بفضل صعصعه

بسبب ذلك كان يحق لابناء واحفاد صعصعه التفاخر بحسبهم بسبب ما فعله والدهم

قصة غالب ابن لصعصعه

نأتي الان لقصة غالب كان لصعصعه ابن اسمه غالب وكان مشهور بالكرم مثل ابيه في زمن الخليفه عثمان بن عفان رضي الله عنه

اجدبت الارض”يعني شح فيها الماء والعشب” في ديار بني حنظله من تميم لذلك قرروا الرحيل والبحث عن اراضي اخرى يكثر فيها الماء والعشب لذلك رحلوا الى منطقة قرب الكوفة بني حنظله هم “يربوع ومالك” كان بنو يربوع هم اول الواصلين الى الكوفة ولكن كان من بينهم غالب بن صعصعه الذي ينتمي ل مالك.

بعدما وصلوا وارتاحوا قام غالب ب نحر بعير لكي يطعم ابناء عمومته من بني يربوع، لكن بعضهم تضايق من ذلك وقال “كيف شخص واحد من بني مالك يذبح ويطعم جميع ابناء يربوع”، لذلك ذهبوا الى شخص قريب لهم يدعى “سحيم”هو اغناهم واكثرهم مالاً فقالوا له ما فعله غالب وطلبوا منه ان يفعل مثله

سحيم لم يرفض طلب اقربائه لذلك في اليوم التالي عندما عادت ابله من المرعى .. قام بنحر ناقة

ذهب بعض الاشخاص حينها الى غالب واخبروه بما فعل سحيم وقالوا له بأنه يتحداك

رد عليهم غالب بأن سحيم رجل كريم ولكن سوف اتأكد أذا كان نحر الناقة من اجل ان يتحداني

في اليوم التالي عندما عادت أبل غالب من المرعي قام ب نحر أثنين من ابله لكي يتأكد هل الموضوع فيه تحدي

في اليوم الذي يليه قام سحيم ب نحر اثنين من ابله عندها ضحك غالب وقال الان تأكدت ان سحيم يتحداني

في اليوم الذي يليه عندما عادت ابل غالب من المرعى عزل عشرة نياق على جنب ثم عقرها “عقر النياق يعني ضربها بالسيف على عرقوبها لكي تسقط على الارض .. ولا تستطيع الحركة ليتم نحرها بسهولة”

عقر غالب تسعه من النياق والعاشرة هربت ودخلت بين بيوت بني يربوع ثم لحقها غالب وعقرها ثم نحرها امام امرأة تدعى “اسماء بنت عوف” وهي زوجة شيخ بني يربوع ويدعى “الهذلق”

شتمت اسماء غالب على ما فعله بالناقة لكن غالب قال لها “عندك الناقة قطعيها فأنا لا اشتم بنات العم”

ثم عاد الى الخدم وطلب منهم نحر النياق وتقطيع اللحم وتجهيز الطعام لابناء بني يربوع

ذهب ابناء بني يربوع الى الهذلق بن ربيعه لكي يشكوا له ما فعل غالب بن صعصعه قال الهذلق “اذهبوا الليلة وتنالوا الطعام عنده .. وغداُ افعلوا مثله وانحروا 10 نياق”.

الخطة الخبيثة لفضيحة غالب

قال احد رجال سحيم “غالب مجنون .. لو نحرنا عشرة سوف ينحر اكثر مننا .. ولا نستطيع مجاراته”

بعدها اقترح احد الموجودين اقتراح خبيث، قال الخبيث “الافضل اننا ننتظر الى ما ان يجهز الطعام .. ثم نقوم بسكب القدور ورمي الطعام على الارض .. وبذلك يصبح ما حدث فضيحة على غالب”

لما سمعت اسماء بنت عوف زوجة الهذلق ذلك المخطط غطت وجهها وتلثمت لكي لا يعرفها احد وذهبت الى دار غالب .. واخبرته بذلك المخطط دون ان تكشف عن هويتها.

ماذا فعل غالب بعد سماع مخطط احد رجال سحيم ؟

عندما سمعها غالب .. ارسل ابنه على خيل سريع .. وذلك ليحضر مجموعة من اقاربهم من بني مالك الذين كانوا قريبين منهم

وصل ابن غالب وطلب الفزعه .. وعاد يتبعه العشرات من فرسان بني مالك

عندما وصلوا .. طلب منهم غالب ان يشكلوا جماعات ويحرسوا القدور ويمنعوا اي شخص من الوصول اليها

عندما عرف الهذلق بما جرى .. نصح اقربائه بأن يلغوا المخطط وان يحضروا العشاء .. وطلب منهم نحر عشر نياق في اليوم التالي

في اليوم التالي نحر بني يربوع عشرة نياق

لما شافهم غالب ابن صعصعه جن جنونه لما عادت أبل غالب من المرعى استل غالب سيفه وقام يعقر النياق كالمجنون وهو يقول “عقرا عقرا”

كان عنده 140 ما بين ناقة وجمل، يقال بأنه عقر منها 100 .. وهرب منه 40 بعير .. كان يردد غالب حينها يردد “أنا غالب ابن صعصعه .. من اخذ بعيراً فهو له”.

احد رعاة الابل حاول يثني غالب عن ما يفعله .. ولكن غالب حاول ان يبعده .. لكن لما تأكد ان الراعي لن يتحرك من مكانه .. قام بقطع رجله

عندما علم الخليفة عثمان بن عفان بفعل غالب بن صعصعه امر بالامساك به لكي ينال عقوبته،

عودة غالب لوالده صعصعة ليساعده

هرب غالب من الخليفة وذهب الى ابيه صعصعه طلب من ابيه ان يعطيه عدد كبير من الابل لكن ابوه الشهم الكريم قال له “اعطيك ما تريد .. بشرط ان تعدني بأنك لن تعقر الابل ولا تعذبها ولا تمثل بها”.

لكن غالب رفض الشرط عندها ذهب غالب الى البصرة الى قريب له غني من سادات بني تميم .. اسمه الحتات ابن يزيد، الحتات استقبل غالب استقبال الشجعان وكرمه خير تكريم على ما فعله بالنياق .. وقام ب اعطاءه 40 الف درهم.

ماذا فعل بعد انتهاء مناسك الحج ؟

اخذ غالب الدراهم وذهب الى مكة بعد فراغ غالب من تأدية المناسك خرج من الحرم وصاح بالناس “يا ايها الناس .. انا غالب بن صعصعه .. من اخذ شيء مني فهو له “

ثم فتح الحقائب التي فيها الدراهم .. وقام برميها على الناس حتى نفذ كل ما لديه

بعدها هرب واختفى عن الانظار لكي لا يقبض عليه جنود الخليفه عثمان بن عفان

ملاحظة: اخيرة غالب ابن صعصعه هو والد الشاعر المعروف “الفرزدق”

الفرق بين الكرم و السفه

وهنا يمكننا التمييز بين الفرق بين الكرم و السفه وعشان تعرفون ليه الله قال في كتابه (ولا تؤتوا السفهاء أمولكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا )

تقدر تصير صاحب حسب بدون ما تقلل من قيمتك وقيمة اهلك بعلمك .. وبشجاعتك .. وبأخلاقك تقدر تكون ذو حسب

من هنا اقدر اقول أن

اللي اخترع المكيف

واللي اخترع الكهرباء

واللي اخترع الهاتف

واللي اخترعوا الادوية

الخ…. كلهم اشخاص قد يكونوا بدون نسب لكنهم بافعالهم فعلوا لهم حسب وهذا ما تحتاجه البشرية.