من فتح القسطنطينية سؤال يتكرر كثيراً و الجميع يرغب بمعرفة القصة كاملة و تفاصيلها وهنا نتعرف معاً على هذه التفاصيل
محتوى الموضوع
فتح القسطنطينية على يد ” محمد الفاتح”
لمحة عن القسطنطينية
أسس مدينة القسطنطينية الإمبراطور الروماني قسطنطين الأكبر ، واختارها لتكون عاصمة للدولة الرومانية وليصعب الوصول إليها ، وظلت القسطنطينية عاصمة للدولة البيزنطية نحو ألف عام وكانت من المراكز الثقافية ورمز من رموز الحضارة ،
امتلأت بالميادين الواسعة والحصون المنيعة والكنائس الكبيرة.
محاولات المسلمين الأولى لفتح القسطنطينية
بدأت المحاولات الأولى والجادة في عهد معاوية بن أبي سفيان ، ارسل حملتين الأولى عام 49هـ والأخرى عام 54هـ ولكنهم لم يتمكنوا من فتح المدينة العتيدة ، وتم ارسال حملة أخرى في عهد سلمان بن عبد الملك عام 99هـ ،
وعادوا مرة أخرى في عهد مسلمة بن عبد الملك ، ثم انصرف المسلمون بعد قيام الدولة العباسية عن محاولاتهم إلى أن ظهر الأتراك العثمانيون وحاصروها في عهد بايزيد الأول ، ثم في عهد مراد الثاني ثم جاء الفتح على يد محمد الفاتح عام 1453م .
أدرك السلطان الفاتح أن وجود دويلة تجارية يونانية على شكل جيب داخل الإمبراطورية العثمانية أمر لا يصلح مع العصر ،
ويعرقل الموصلات وعمليات نقل القوات ، وكان حلم الاستيلاء على الإمبراطورية الرومانية وتحويل الدولة العثمانية لإمبراطورية يراود الباب العالي العثماني منذ حكم بايزيد الأول.
وبدأ البناء في الارتفاع ، وتم بناء القلعة في ثلاثة أشهر ، على هيئة مثلث سميك الجدران وفي كل زاوية برج ضخم مغطى بالرصاص،
التفكير بفتح القلعة
وبدأ الرومان في محاولة هدم القلعة ، فأعلن الحرب رسميًا على الدولة البيزنطية ، فاعتقل السلطان الروماني جميع العثمانيون وأرسل رسالة للفاتح يخبره أنه سيدافع عن المدينة لأخر قطرة في دمه .
و هنا بدات نار الحرب حيث سيطرت فكرة الفتح على عقل السلطان محمد وبدأ يخطط ، وساقت له الأقدار المهندس المجري أوربان الذي عرض عليه أن يصنع له مدفعًا يقذف قذائف هائلة ،
ولم تنقضي ثلاثة أشهر إلا وصنع المدفع كان يزن حوالي 700 طن ويرمي بقذائف وزن الواحدة 12 ألف رطل ، ويحتاج المدفع لـ100 ثور لكي يجروه ، وتم تجريب المدفع ، وسمعت أول قذيفة على بعد 13 ميل .
و تعرف القسطنطينية انها قوية و منيعة نظرًا لأنه يحدها من الشرق مياه البوسفور ، ومن الغرب والجنوب بحر مرمرة وترتفع أسوراها العالية و كل برج نحو مائة وثمانين قدم ،
أما السور الخارجي فيبلغ ارتفاعه خمسة وعشرين قدم، ما وصى الرسول عليها إلا لانها مدينة حصينة و مركزها مناسب لكل شيء
من هم الجنود الانكشاريين
هم قوات مشاة من نخبة جنود السلطان و هم اسرى الحروب و معظمهم لا يكونون عثمانيين لكنهم يربون من صغرهم تربية اسلامية على ان يكون السلطان والدهم الروحي و الحرب صنعتهم الوحيدة فقط، و تأسست قوات الانكشارية من عهد السلطان مراد الاول و لهم لبس خاص)
تفاصيل الهجوم
وهكذا طوقت القسطنطينية من البر والبحر بقوات عددها 265 ألف جندي مقاتل ، وطلب السلطان الفاتح من قسطنطين (حاكم القسطنطينية يسمى قسطنطين مثل السلطنة حاكمها يسمى سلطان )
أن يسلم المدنية وتعهد باحترام أهلها ولكنه رفض معتمدًا على الحصون ، و جاءه الرد السريع
وبدأت المدافع العثمانية تقذف قذائفها الهائلة على السور ليل نهار بصورة متواصلة، وكانت القوات العثمانية تهاجم من البر،
وكانت المدينة تتلقى بعض المؤن من مدينة صقيلة ، ثم اهتدى الفاتح لخطة اقتضت أن ينقل جزءًا من أسطوله بطريق البر من منطقة غلطة لداخل الخليج ، وكان العمل اشبه بالمعجزة.
وفي فجر يوم الثلاثاء 20 جمادى الأول 857هـ الموافق 29 مايو 1453م ، كان الفاتح قد أعد أهبته الأخيرة ووزع قواته وحشد 100 ألف مقاتل أمام الباب الذهبي وفي الميسرة نحو 50 ألف مقاتل ، و في قلب الجيش الجنود الإنكشارية ، وفي الميناء 70 سفينة وبدا الهجوم برًا وبحرًا ، واشتد لهيب المعركة ،
ونجح الأسطول العثماني برفع السلاسل الحديدية التي وضعت في مدخل الخليج ، وتدفق العثمانيون إلى المدينة ، وهكذا سقطت المدينة وتحقق النصر
،و بعد دخول السلطان هوا ساجدًا لانه حقق ما دعا له الرسول صلى الله عليه و سلم و توعد السلطان بان يحترم سكانها ولا يقتلهم.
ثم أصبحت القسطنطينية بعد ذلك قاعدة للأعمال العسكرية في الشرق والغرب ، وامتد النفوذ الإسلامي إلى شواطئ البحر الأسود ، روسيا حالياً والمجر واليونان وسواحل البحر الأدرياتيكي الشرقية ، وشرقي البحر الأبيض المتوسط .