حق المعزة قصّة مصريّة حقيقية تبين لنا اهمية الدعاء للغير و فضل الصدقة الخفية التي تفتح بين فاعلها و الله سبحانه نافذة للاستجابة و قبول الطلب
محتوى الموضوع
واحد راجل غني عنده مشاكل في الأمعاء عمل عمليات كثير قص ولزق وترقيع وحاجات كثير كذا مايفهمها غير أهل الطب .
ركب عربيته وزهقان من الدنيا وماشي تائه لاعارف رايح فين ؟ و لا جاي منين ؟ ركن جنب فرع صغير من نهر النيل في قرية صغيرة شاف
من بعيد رجل فلاح فارش ع مسطبة طين وقاعد ياكل , الغني نزل من عربيته وبقي واقف يتفرج ع الغلبان وهو بياكل
الغلبان شافه جري عليه ومسك فيه لازم يتفضل ياكل ويشرب شاي
حاول الغني يفهّم الغلبان إنه مايقدر يأكل لكن الغلبان أصر .
قعد الغني ع المسطبة وقدامه صينية أكل طماطم صحيحة وخيار وجرجير وخس وفول وطعمية وعيش فلّاحي وابريق الشاي ع الفحم .
وعشان الغني ما يزعلش الغلبان مد إيده واخذ طمطماية ويرفع إيده لفمه وينزلها ثاني .
الغلبان لاحظ بس ظن إن الغني قرفان من الاكل فقال له :
سمي الله و كل .
الغني سمى الله و أكل كل الطمطماية في لحظة و منع نفسه بالعافية عن الأكل .
مفيش دقائق و الغني صرخ من ألم ببطنه و اترمى ع الأرض من شدة الألم .
الغلبان اترعب و نده ولاده شالوا الغني و دخلوه الدار .
والغني طلب شنطة علاجه من عربيته واخد المسكنات ونام .
الغلبان فضل طول الليل يصلي و يدعي للغني الله يرفع عنه ويشفيه
صحي الغني ع صوت دعاء
الغلبان وهو رافع إيده ويقول :
( بحق المعزة )
استغرب الغني و فضل ساكت يستمع لدعاء الغلبان لغاية قبل اذان الفجر .
ختم الغلبان قيام ليله
و سأله الغني :
إيه حكاية المعزة ؟ الغلبان قاله :خبيئه بيني وبين الله
أصر الغني يسمع ويفهم
الغلبان قال : في شبابي كنت بشتغل عامل في الغيطان
اساعد أصحابها بأجر وكنت بحوش عشان أتمم زواجي
وكنت محوش ٣٥ جنيه و بعافر عشان أكملهم ١٠٠ جنيه .
بنت جارنا ماتت وهي بتولد وسابت تؤام
و أبوها كان بيلف ع الدور عشان اي ست ترضعهم وكان عفيف النفس جداً خصوصاً إن زوج بنته الله يرحمها كان في الجهادية ( التجنيد )
في يوم سمعت بكاء التوأم طول الليل ولما طلع الصبح رحت اشوف فيه أيه ؟ .
لقيت الدار فاضية تماماً ما فيهاش فرش و لا أكل ولا اي شيء
و الجد مش موجود و عرفت بعدها إنه راح السوق يبيع سرير نحاس
عشان يدفع لمرضعة خصوصاً إن كل أهل القرية مساكين و مفيش ست هتقدر صحياً إنها ترضع ثلاث اطفال ( طفلها و التوأم )
رحت أخذت ٣٥ جنيه و نزلت ع السوق اشتريت فرش وهدوم للتوأم وبطانيه وحاجات لزوم البيت لكن ماكنش ده كفاية
كان في حاجة ناقصة حاسس بيها و مش عارف هي إيه رحت لبيت جاري و حطيت الحاجة ع الباب من غير ماحد يشوفني
و طلعت فوق سطح الدار اراقب اللي هيحصل
و طلع جاري و أخد الحاجة و فرح جداً
لكن فيه حاجة ناقصة و لسه باقي معي فلوس .
صليت و نمت و أنا مهموم عشان الأطفال و برضه محلّيتش الأزمة و أنا نايم شفت شيخ جاي و معه حبل
قال لي : اربط به المعزة في دار فلان ( جاري )
قمت من النوم استنيت النهار يطلع بفارغ الصبر و جريت ع المركز و اشتريت معزة بولادها و بباقي الفلوس
أجّرت عربية كاروا
و وصفت للراجل بيت جاري و اسمه من يومها نام التوأم و جدهم بطّل يلف ع بيوت المرضعات
و في كل يوم اسمعه بيدعي لصاحب المعزة و صارت خبيئة بيني و بين الله
ما دعوته بها إلا و استجابو إن شاء الله ربي هيشفيك .
الغني ما اقتنعش بالكلام و لا بالدعاءةو لكن
في أول زيارة للطبيب قال له باستغراب :
أخذت إيه عشان كل الثقوب و الالتهابات اللي في أمعاءك التأمت و راحت !؟
جري الغني ع الغلبان يقبّل إيده و يطلب منه أي شيء ليعمله له
أخذه الغلبان من إيده و لف فيه القرية على جميع بيوت الفقراء و المساكين و الغلابة الموجودين فيها و في كل مكان يوقف عند بيت فقراء
و يقول له :
( تاجِر مع الله ) .
كيف تتاجِر مع الله ؟
إذا كنت لا تملك المال ف: