الشيخ صالح الحصين نادرة زمانه و الاول على العالم

Nice Topic 25 يوليو، 2022

من اعلام العرب و الذي استطاع ان يثبت جدارته في مجالات واسعة هو الشيخ صالح الحصين نادرة زمانه الذي تميز بمسيرة حياته المختلفة و الذي لم يتأثر بالمال و السلطة مع شهرته و المناصب التي استلمها بل كان مثال التواضع.

حياة الشيخ صالح الحصين

“الأوّل على الدفعة؛ بل الأوّل على العالم!”

الشيخ صالح الحصين نادرة زمانه

حديثنا عن رجل، تخرّج الأوّل على زملائه، متقنٌ للعربيّة والإنجليزيّة والفرنسيّة، درس الشريعة؛ فكان عضوًا في هيئة كبار العلماء، ودرَس القانون؛

فكان وزيرًا في مجلس الوزراء … وأشياء كثيرة، يعجز حتّى صاحبها عن عدّها, يقول كلُّ من عرف الشيخ صالح الحصيّن: إنّه الرجل الصادق,هكذا .. بأعمق دلالة تستجيب لها لفظة الصدق.

ابتدأت أولى خطوات حياتِه في مدينة شقراء، في عام 1351هـ، كانت شقراء -ذلك الوقت- تتهيّأ لتُنْبِتَ شجرةً، يتفيّأُ ظلالَها العالمُ الإسلاميّ جميعه.

اجتمع في شقراء -وقتَ تشكّل الشيخ- من أهل العلم والأدب ما تفيض به الغضارة إلى أختها، وكانت النفوس مقبلةً على الخير، والنشاطُ التعليمي منتشرًا، وأهلُ العقل والمعرفة متصدّرين، يستمع الناس إليهم، ويقبلون الحكمة منهم.

في هذا الجو التربوي التعليمي، كانت شخصيّة هذا العملاق تتشكّل.

وقبل انتصاف عقده الثاني ذهب إلى الطائف، ودرس في معهد الدعوة، ثمّ سكن مكّةَ، ودرس في كلّيّة الشريعة، وكان أثناء ذلك كلّه: منقطعًا إلى العلم، منهمكًا في الطلب؛

حتّى انتشر اسمُه، وعرفه في الجامعة الأساتذة والطلّاب؛ فطُلب -وهو لمّا يتخرّج بعد- للتدريس في المعهد العلمي بالرياض

يحكي زملاؤه أنَّه كان يُدَرِّسُ في المعهد العلمي في الرياض، فإذا جاء وقتُ الاختبارات: ذهب إلى مكّة، وسألهم قبل سويعاتٍ من الاختبار- عن المنهج، فيتصفّحه سريعًا؛ ثمّ يختبر؛ فيكون الأوَّل على الدفعة

لم تكن فضلَ كرامة؛ ولكنّها تراكمات المعرفة.

تخرّج الأوّل على دفعته؛ وجاءته فرص العمل من كلّ مكان؛ فاعتذر منها جميعها، وشدَّ رحاله إلى مصر لدراسة القانون.

كانت خطوةً نادرة في ذلك الوقت، أن يهرق المرء بيده فرصة عمل، ليكمل الدراسة العليا، وأين؟ في مصر! وماذا؟ في القانون!

ذهب الشيخ لمصر، ودرس على يد كبارها، وكان له أن ينهي الدراسة في سنتين؛ ولكنّه جعلها خمسًا؛ ليقرأ من مكتبات مصر -وهي أمّ المعرفة- ما لا يجده في مكتبات أمّ القرى وما حولها.

ركّب حياتَه -رحمه الله- على مبدأين واضحين: أن تكون في طاعة الله ومرضاته، خالصةً له من شوائب النفوس ومطامعها، وأن يدْحَر التكلّف في كلّ شيء؛ فكانت حياته أنموذجًا حقيقيًّا لما يجب أن يكون عليه المسلم الحقيقي.

ولمّا ضَمِنت أعمالُه إخلادَه؛ رُزئت الأمّة الإسلاميّة بفقده رحمه الله، مساء سبت الرابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة 1434هـ.